بشكل متواز, تتحرك القوى الدولية على كافة المسارات لمحاصرة دمشق, فبمجرّد أن دفعت باريس إلى مجلس الأمن بمشروع قرار أممي ضد سوريا كشفت مصادر إعلامية مطلعة عن بداية الدوحة الفعلية في تسليح المعارضة السورية وتزويدها بمختلف أنواع العتاد الحربي. وقالت فرنسا إن مجلس الامن الدولي سيبدأ قريبا جدا العمل بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا وتمكين وصول مساعدات انسانية الى الضحايا. مشروع قرار فرنسي وأفاد بيرنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في افادة صحفية ان«العمل يبدأ اليوم « أي أمس» في مجلس الامن بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا ولدخول مساعدات انسانية الى اكثر المناطق والاشخاص تضررا.» وأضاف «أن التركيز سيكون على مدينة حمص المحاصرة». وتابع «نأمل بالا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح ففي ضوء تلك الحالة الطارئة حان الوقت لكي يوقف كل أعضاء المجلس دون استثناء هذه الوحشية».على حد تعبيره. وفي هذه الأثناء,طالبت مفوضة الاممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس ب«وقف انساني فوري لاطلاق النار» فيما أعلن الوفد السوري «انسحابه» من الاجتماع ودعا في كلمة عاجلة الدول الى الكف عن «التحريض على الطائفية وتقديم أسلحة» لقوات المعارضة في سوريا . وخرج فيصل خباز الحموي سفير سوريا لدى الاممالمتحدة في جنيف من مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان بعد القاء كلمة عاجلة امام الاجتماع الطاريء للمجلس بجنيف بشأن الوضع المتدهور في سوريا والذي دعت اليه دول خليجية وتركيا وأيده الغرب. وقال السفير السوري «نؤكد لكل هؤلاء,اصدقاء الشعب السوري المزعومين ان الخطوة البسيطة لمساعدة الشعب السوري فورا هي الكف عن التحريض على الطائفية وتقديم اسلحة وتمويل وتأليب الشعب السوري على بعضه. وتابع «العقوبات الجائرة احادية الجانب التي فرضتها بعض الدول على الشعب السوري تحول دول الوصول الى الادوية والوقود بكل اشكاله بالاضافة الى الكهرباء وتعوق ايضا التحويلات المالية لشراء تلك المواد». بيلاي تصعّد وفي المقابل طالبت نافي بيلاي خلال كلمتها مساء أمس امام مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان ب»وقف انساني فوري لاطلاق النار»في سوريا من اجل وضع حد لاعمال العنف والسماح للامم المتحدة بمساعدة السكان. وتابعت بيلاي «لا بد من وقف انساني فوري لاطلاق النار لوضع حد للمعارك والقصف داعية إلى إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت في هذا السياق «إنه أمام العنف المستمر ضد السكان من قبل الدولة ،وفي ضوء الانتهاكات المرعبة لحقوق الانسان، ما زلت متأكدة من أن احالة قضية الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية خطوة في الطريق الصحيح». قطر على الخط وبالتوازي مع التصعيد السياسي والديبلوماسي ضد سوريا, أوردت مصادر إعلامية مطلعة أن الدوحة بدأت فعليا في تسليح المعارضة السورية ومدها بمختلف أنواع العتاد الحربي الخفيف. ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية عن مسؤول أمريكي قوله إن قطر تعمل على تسليح المعارضة لتمكينها من حسب رأيه وزعمه من صدّ وشن الهجمات البرية وتحقيق نتائج سريعة وكان رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم قد طالب المجتمع الدولي بتسليح المعارضين السوريين مؤكدا ضرورة مشاركة الدول العربية في عمل عسكري دولي في سوريا لوقف إراقة الدماء. وحظيت دعوات تسليح المعارضة السورية بتأييد سعودي وقطري حيث أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس أن فكرة تسليح المعارضة فكرة جيدة . من جهتها , حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من تفعيل دور المسلحين الإسلاميين في المنطقة مشيرة إلى أن هناك عددا من الفاعلين الخطيرين في المنطقة مثل «القاعدة» و«حماس»وغيرهما وهم مدرجون على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية . ويبدو ان خشية واشنطن من حصول تنظيم «القاعدة» وحركة «حماس» على السلاح في حال تمكين المعارضة السورية من العتاد الحربي حالت دون الموافقة الأمريكية على هذا الاقتراح .