العمل كلف صاحبه مجهودا فكريا لا يقدر بثمن، مع مصاريف مالية تحولت الى عبء ثقيل على كاهل مبدع قدم للساحة الفنية لكنه سرعان ما وجد نفسه في ظرف لا يحسد عليه.. رغم التجربة الثرية والمتنوعة في مجال الدراما.
هوالممثل محمد الكراي، المعروف بمشاركته في العديد من الأعمال الدرامية التلفزية مع مساهمات لا يمكن حصرها باذاعة صفاقس التي أغلقت في وجهه الأبواب بعد عطاء دام 30 عاما كمتعاون خارجي.. محمد الكراي يؤمن أن منابع الابداع لا تجف اذا كان المبدع يؤمن برسالته وتتحرك في باطنه موهبة وحرفية الفن.. لفظته الاذاعة، فاتجه الى الكتابة وكان عمله الدرامي الاذاعي «دار القفل» رفقة فاطمة خنفير وزكية بن عياد ومنصورة بوستة والمنصف الوكيل . يقول محمد الكراي.. «دار القفل» نجحت اذاعيا بفضل تطرقها الى العديد من المواضيع الاجتماعية بأسلوب ساخر ولهجة «صفاقسية» بعضها دخل النسيان، فتعالت بعض الأصوات بتحويل العمل الى «سيتكوم» تلفزي.. الفكرة أعجبت محمد الكراي وجاءت الثورة الداعية الى اللامركزية، فانطلق الكراي في رسم خطوط عمله الجديد انطلاقا من المراسلات الرسمية الى مؤسسة التلفزة الوطنية التي قفزت على الفكرة وطلبت من صاحبها صياغة 5 حلقات أولى للنظر فيها حسب تأكيداته.. أعجب المسؤولون بالمشروع، وطلب من الممثل والكاتب محمد الكراي الاسراع في كتابة بقية الحلقات، وبعد تشاور تحول المخرج هشام العكرمي الى صفاقس للانطلاق في التحضيرات من خلال دراسة فضاءات التصوير.. على أمل عودة المخرج للبداية في تصوير حلقات سيتكوم «دار القفل» لفائدة القناة الثانية أو قناة الجهات، توقف كل شيء بعد أن أتم محمد الكراي الصياغة التلفزية ورقن وسفَر كل الحلقات.. محمد الكراي رفقة كل الفريق معه في الانتظار بعد أن تكبد خسائر مالية قد تبدو هينة، لكن مع محمد الكراي هي كبيرة، فالممثل ابتلاه الرحمان بمرض زوجته بمرض خبيث فباع كل ما يملك من عقارات وغيرها حتى ان وفاءه للزوجة المريضة مدة 7 سنوات تحول الى حديث القاصي والداني في صفاقس.. محمد الكراي العاطل عن العمل بعد عطاء دام 30 عاما ينتظر اليوم التفاتة من التلفزة الوطنية لاستكمال عمله الذي يعول عليه كثيرا، بل هو من الأعمال الناجحة اذاعيا «تلفزته» سيمكن البعض من مبدعي صفاقس من البروز والعمل وهم الذين اشتكوا لعقود من التهميش.. فهل تتحقق أمنية محمد الكراي وغيره من مبدعي صفاقس ؟ . الأمر موكول للتلفزة الوطنية في قناتها الثانية اعترافا بمجهودات محمد الكراي وبقية مبدعي صفاقس الذين آن الأوان ليخرجوا من صمتهم ويقدموا أعمالا تلفزية..