تمثل سهرة السبت على القناة العمومية "تونس 7" سؤالا ظاهره محير فيما الجواب عليه جاهز منذ سنين بحسب عديد الأخصائيين. غير أن آذان الإدارة صماء أو قل أنها ترفض الإصغاء... هذه السهرة-الإشكال يؤمنها حاليا المخرج-المعد خلف الله الخلصي وتقدمها أسماء بالطيب تحت عنوان "موزيكا وفرجة"، فتصيب مرة وتخيب مرات رغم أنها تطورت ومن المسجل أصبحت تبث مباشرة. كان من المتوقع أن يكون ضيف حلقة مساء أمس الممثل لطفي العبدلي... من المتوقع، كتبنا... إلا أن أمرا مجهول الهوية نزل مطالبا بإيقافها دون سبب ظاهري ودون تعلة مقنعة إلا تلك القائلة بمرض/تمارض المخرج... الممثل والراقص التونسي لطفي العبدلي الشهير بعديد الأعمال السينمائية خاصة تحت إدارة النوري بوزيد واخرى تلفزية "نص/نص" وبفرجة الممثل الواحد "ميد إن تونيزيا" إضافة إلى حدة لسانه، هذا الممثل الذي لا يشك في قدراته التمثيلية الفطرية اثنان، اتصل به مخرج ومعد سهرة السبت خلف الله الخلصي يوم الإثنين الماضي واتفقا على أن يكون العبدلي ضيف سهرة السبت 12 ديسمبر، أي يوم أمس... أن تكون البرمجة بهذه الآنية، ففي ذلك دلالة غير حسنة، رغم أننا ألفنا غياب الاستشراف البرمجي... "عجة تلفزية" كان الأمر كذلك وتم العمل طيلة الأسبوع تحضيرا وتسجيلا حتى الساعة الرابعة بعد الظهر من يوم الجمعة، ساعة جاء قرار مما لا نعرف يأمر بإلغاء الحلقة مع لطفي العبدلي لسبب في البداية مجهول... وبالتحري، علمنا من مصدر موثوق احتفظ باسمه قال "إنه انتقد التلفزة التونسية عند ظهوره في قناة "نسمة"، بل أكثر من ذلك، صب جام غضبه على الفصل الأخير من سيتكوم "شوفلي حل"... اتصلنا بإدارة التلفزة التي أكدت من جهة عدم بث البرنامج فيما قالت من جهة أخرى بأن السبب هو "أعلمنا المخرج منذ أربعة أيام من أنه مريض وليس بإمكانه تأمين السهرة"... اربعة ايام، أي يوم الثلاثاء... وبالتحري مع ضيف الحلقة لطفي العبدلي، عرفنا أن طاقم البرنامج حضر بالمسرح البلدي مساء الأربعاء مع الساعة السابعة والنصف بعد الظهر وصور عديد المقاطع من العمل إضافة لحديث مع العبدلي والمخرج ومساعده وكذلك مع الجمهور... بعد ذلك يؤكد العبدلي أنه عمل يوم الخميس في مقهى شهير بالمنار مع معد-مخرج السهرة خلف الله الخلصي ومقدمتها أسما بالطيب على نسق الحلقة ووضعوا لها نوعا من خطة التسيير وكل هذا على مرأى ومسمع العديد من الممثلين التونسيين الذين يرتادون المقهى... أما يوم الجمعة، يتابع العبدلي، فقد تم تصوير شهادات كل من النوري بوزيد والأمين النهدي ورجاء بن عمار والمنصف الصايم (في "مدار" بشهادة رجاء بن عمار) لغرض بثها في سياق السهرة على أن يحضر المباشر كل من المطرب محمد الجبالي والمغنيين بلطي و"أرتوآم" وجماعة "ياليل برود"... "أيمان التلفزة في صدرها" أن يكون المخرج مريضا طيلة الأيام الثلاثة لتصوير المادة الخاصة بالبرنامج، فذلك من الممكنات على أن تلغى كل التحقيقات الخارجية. ولكن أن تلغى بكلمة مقتضبة سهرة يشاهدها أكثر من 710 الف تونسي (7.1 في المائة) بحسب الإحصائيات الأخيرة لشهر نوفمبر، سهرة يقضون معها ذوبان نهك اسبوع بأكمله، فذلك يعني ان التلفزة العمومية الوطنية لا تحافظ على صحة مخرجيها فقط ولا تستبدلهم، بل تهمل أيضا التنفيس عمن يساهم في تمويلها عبر ضريبة الكهرباء والغاز... إلا أننا ومن مصدر موثوق جدا، علمنا أن المعد-المخرج لم يكن مريضا البتة، بل في صحة جيدة وتعامل مع ضيفه على الملأ كما أسلفنا... وحتى مساء الجمعة، لم يصبه أذى قبل أن يأتيه الأمر بإلغاء دعوة العبدلي بسبب "تهجمه على القناة الوطنية وعلى سيتكومها" كما قال المصدر... وقد علقت رجاء بن عمار "لطفي لم يتطاول على المقدس ولم يشتم التلفزة التونسية، بل عبر عن رأيه في عمل درامي شعر بإرهاقه"... من ناحية أخرى، يتحدى العبدلي إدارة التلفزة أن تمده بتسجيل يؤكد تطاوله على التلفزة العمومية التي، دون علمه ودون سبب مقنع، بهدلته، "مرمدته"، سخرت منه، أضاعت وقته ووضعته خارج الصورة...