أدى فيضان وادي الطين منذ أسبوع الى وفاة 3 شبان غرقا وسط المياه التي غمرت الجسر على مستوى الطريق الرابطة بين جهة السمانة ومعتمدية الكافالغربية كما عزل المنطقة وعطل مصالح المتساكنين وأصبح يشكل هاجسا لهم.
وكانت مدينة الكاف عاشت بداية الأسبوع الماضي على وقع هطول كميات كبيرة من الأمطار لم تعهدها الجهة منذ مدة, أمطار كشفت عن هشاشة البنية التحتية ببعض الجهات الواقعة بالقرب من الأودية لاسيما جهة وادي الطين والمنطقة الفلاحية السمانة التي لا تتعدى المسافة التي تفصلها عن مدينة الكاف ال5 كلم. هذه الجهة كانت شاهدة على وفاة 3 شبان على مستوى جسر وادي الطين بعد ان داهمتهم السيول وحالت مياه الوادي دون مرور سياراتهم وقد مثلت هذه الحادثة ناقوس خطر بالنسبة لمتساكني الجهة باعتبار أهمية هذه الطريق الرئيسية التي يستعملها حوالي ألفي مواطن يوميا لقضاء شؤونهم على اختلافها. وأكد أهالي السمانة بأن الامطار الأخيرة التي كانت سببا في ارتفاع منسوب الوادي ومغادرته لمجراه الطبيعي كان لها الوقع السلبي حين عزلت المنطقة وقطعت الطريق ما دفع بالبعض الى المرور عبر طريق بوليفة التي تتضاعف بها المسافة الفاصلة بين جهة السمانة ومدينة الكاف. من جهة أخرى فقد اضطر التلاميذ والطلبة الى الانقطاع عن الدروس بعد أن عجزت الحافلة عن الوصول الى المنطقة.
معاناة الماء تتواصل
هذا وعلى ضوء ما عاشته الجهة من اضطرابات جراء فيضان الوادي وارتفاع مياهه فوق الجسر بحوالي متر ونصف يطالب أهالي السمانة بحل عاجل وبتدخل فوري على مستوى الجسر الذي تدهورت حالته وانخفض ارتفاعه وأصبح بين ربوتين. وأفاد أهالي السمانة بأن الجسر هوعبارة عن مجموعة من القنوات ذات طاقة استيعاب محدودة سرعان ما تعجز عن استيعاب كميات كبيرة من مياه الأمطار والسيول فتغمرها المياه والأمواج ما يستوجب إعادة بناء الجسر على أسس سليمة. وعلى مستوى ثان يتذمر أهالي السمانة من غياب ماء الصوناد رغم وجوده على بعد حوالي 2 كلم من المنطقة المذكورة ويلاقي الأهالي صعوبات كبيرة للتزود بالماء الصالح للشراب عن طريق الجمعية المائية غير المنتظمة في نشاطها فرغم الجهود التي ما فتئت تقوم بها بعض الاطراف من أبناء الجهة الغيورين على المنطقة الا أن عمل هذه الجمعية ظل دون المأمول كما ظلت مياهها غير كافية لسد حاجيات المتساكنين خاصة أثناء فصل الصيف حيث يتراجع منسوبها وينقطع الماء في عديد المرات ممّا يؤرق المتساكنين ويدفع بهم الى شرب مياه الآبار واستعمال مياه الماجل لغسل الثياب واستحمام الأطفال وسقي المواشي.
إحداث منطقة سقوية
تعتبر جهة السمانة من أخصب المناطق بولاية الكاف وهي قادرة على أن تتحول الى متنفس ريفي يجمع بين القرب من المدينة ونقاوة الهواء واخضرار المناظر الطبيعية سيما وهي تتربع على آلاف من الهكتارات القادرة على انتاج أجود الحبوب والخضر وحتى الغلال متى تم تحويلها الى منطقة سقوية. كما تفتقر جهة السمانة الى مستوصف مجهز بالأدوية من شأنه تخليص الأهالي من معاناة التنقل الى مدينة برنوصة لعيادة الطبيب حتى وان كان السبب نزلة برد أو ارتفاع درجة الحرارة لدى الأبناء وخاصة الصغار منهم.