رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل اتهم دولا عربية وموالين للقذافي بتمويل وإذكاء الفتنة في شرق البلاد مهدّدا أمس باستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا.
أعلن المجلس الانتقالي الليبي والحكومة الجديدة ما وصفه المحلّلون بالحرب على اعلان الحكم الذاتي في منطقة برقة أمس الأول وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل «لسنا مستعدين لتقسيم ليبيا ونحن نستطيع ردعهم ولو بالقوة».
وأضاف عبد الجليل قوله أمس في تصريحات نارية جديدة حول اعلان برقة «أدعو اخوتي في برقة كما يسمّونها الآن للحوار»، مشيرا الى وجود «مندّسين من أزلام (الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي) بينهم لاستغلالهم».
وكان مصطفى عبد الجليل قال الليلة قبل الماضية في رده الأول على الاعلان عن تأسيس اقليم برقة الفيدرالي الاتحادي أنه يتهم دولا عربية (لم يحدّدها) بالتورط في اذكاء الفتنة في شرق ليبيا.
وأضاف قوله: بعض الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ ولا ينتقل إليها طوفان الثورة وهذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للأسف الشديد ترعى وتموّل وتذكي الفتنة».
وبدوره قال الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمد نصر الحريزي ان اعلان بنغازي حول اعتماد اقليم برقة خيار النظام الفيدرالي هو خروج عن الشرعية وعن المجلس الوطني الانتقالي الذي اعترف به الليبيون ودول العالم والمنظمات الدولية على أنه الممثل الرسمي والشرعي للشعب الليبي.
وحسب المصدر ذاته فإن المواطنين الليبيين في المدن الشرقية يرفضون الخيار الفيدرالي وأعلنوا أنهم مع الوحدة الوطنية ومع ليبيا موحدة».
وكان الآلاف من الليبيين تظاهروا الليلة قبل الماضية في بنغازي ضد «الاعلان الفيدرالي» ما يؤكد قوة المعارضة الشعبية لهذا الخيار حتى في «عاصمة الاقليم».
احتمالات ليبية
وكان بيان للمؤتمرين «المؤسسين» في بنغازي أكد اعتماد النظام الاتحادي الوطني (الفيدرالي) كخيار الاقليم لشكل الدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية مستقلة شريعتها من القرآن والسنّة الصحيحة».
وقرّر المؤتمرون اعتماد دستور الاستقلال الصادر عام 1951 كمنطلق مع اضافة بعض التعديلات وفق ما تقتضيه ظروف ليبيا الراهنة.
وقد حاول أنصار التوجه الفيدرالي في شرق ليبيا بعث رسائل الى جميع الليبيين تطمئنهم بأن الاعلان عن تشكيل هذا الاقليم لا يعني تقسيم ليبيا كما يدعي معارضو هذا التوجه ورأى محلّلون أن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الذي دعا «الاخوة في برقة للحوار» يدرك على الأرجح أن الحوار وحده وليس استخدام القوة سيبدّد «سوء الفهم» المحتمل.
وأكد المراقبون أن الحوار المرتقب الذي لم يتضح اطاره بعد سيهدئ على الأرجح من مخاوف الشرق والغرب على حدّ السواء.