اعلن زعماء قبائل وسياسيون ليبيون الثلاثاء في مدينة بنغازي منطقة برقة في شرق ليبيا "اقليما فدراليا اتحاديا" واختاروا الشيخ احمد الزبير الشريف السنوسي رئيسا لمجلسه الاعلى. وقرر مؤتمر عقد بمشاركة قرابة ثلاثة آلاف شخص من اهل برقة "تأسيس مجلس اقليم برقة الانتقالي برئاسة الشيخ احمد الزبير احمد الشريف السنوسي لإدارة شؤون الإقليم والدفاع عن حقوق سكانه في ظل مؤسسات السلطة الانتقالية المؤقتة القائمة حاليا واعتبارها رمزا لوحدة البلاد وممثلها الشرعي في المحافل الدولية". وبرقة التي تشمل الشطر الشرقي من ليبيا هي اول منطقة تعلن "اقليما فدراليا اتحاديا" يتمتع بحكم ذاتي، منذ مقتل الزعيم معمر القذافي الذي حكم ليبيا اكثر من اربعين عاما. واكد المؤتمرون في بيان حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه ان "النظام الاتحادي الوطني (الفيدرالي) هو خيار الاقليم كشكل للدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية دستورية شريعتها من القرآن والسنة الصحيحة". وقد قرروا "اعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951 كمنطلق مع إضافة بعض التعديلات وفق ما تقتضيه ظروف ليبيا الراهنة". وتمتد منطقة برقة من مدينة بني جواد وحتى أمساعد نقطة الحدود الليبية المصرية. وتحت شعار ليبيا دولة موحدة أعلن بمدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة ثورة 17 فبراير/ شباط التي أسقطت النظام السابق عن تشكيل المجلس التأسيسي لإقليم برقة برئاسة أحمد الزبير العضو المؤسس للمجلس الانتقالي. ولم يكترث منظمو هذا التجمع بالتظاهرات الكبيرة التي نظمت في العديد من المدن الليبية طوال يوم الاثنين بما فيها مدينة بنغازي والتي رفضت بشدة تقسيم ليبيا إلى أقاليم معتبرين ذلك خطرا على وحدة البلاد وخاصة في الظروف غير الأمنية التي تعيشها. ويدافع أنصار الفيدرالية بالمنطقة الشرقية عن رؤيتهم وتمسكهم بهذا النظام السياسي باعتباره النظام العلمي السليم لإدارة الحكم في ليبيا وفقا لما أكدته أستاذة القانون الدولي عزة الحوثي في كلمة ألقتها خلال الإعلان عن ظهور هذا الإقليم. وقالت أن الجميع يعرفون ذلك ولكنهم يتجاهلونه من أجل مركزية بغيضة ترهق أعباء الدولة. وحاول أنصار هذا التوجه السياسي بث رسائل إلى جميع الليبيين تطمئنهم بأن الإعلان عن تشكيل هذا الإقليم لا يعنى تقسم ليبيا كما يدعى معارضو هذا التوجه. وقال أحد أعيان المنطقة بوبكر بعيره إن الفيدرالية التي ينادي بها سكان هذا الإقليم لا تعني انقساما في الدولة مستشهدا في هذا الخصوص بالأنظمة المشابهة في أميركا وألمانيا وسويسرا واستراليا. يشار إلى أن ليبيا بعد استقلالها عام 1951 حكمت عن طريق النظام الفيدرالي لنحو عشر سنوات تحت اسم المملكة الليبية المتحدة غير أن الملك إدريس السنوسي ألغي هذا النظام ووحد الدولة في كيان واحد تحت عرشه وغير اسمها إلى المملكة الليبية حتى الانقلاب العسكري الذي قادته مجموعة من الضباط برئاسة معمر القذافي عام 1969.