أكّد الشيخ سيف الله بن حسين (أبو عياض) أنّ «حركة العلم» مرفوضة من حيث الواقع والشرع داعيا إلى تطبيق العدالة على كلّ من يمس بمصلحة البلاد.
وفي حديث ل «الشروق» قدّم الشيخ أبو عياض، وهو المتحدث باسم «أنصار الشريعة» توضيحات بشأن الحادثة وأسبابها وتداعياتها قائلا إنّ «كثيرا من شبابنا لا يعرفون أصل العلم التونسي وجذوره التي هي جذور إسلامية ممتدّة إلى أكثر من ثلاثة قرون، ولكن ما نعيبه على التعصّب لهذا العلم أنه فقط يكرّس تقسيم العالم العربي والإسلامي وفقا لمعاهدة «سايكس بيكو» ولكن في النهاية ليس لنا أي إشكال مع العلم».
وأضاف أنّ «الحركة التي قام بها الأخ المحسوب على التيار السلفي هي تصرّف فردي لا يقف وراءه هذا الفصيل أو هذا الطيف من الشعب التونسي، وقد شكّلنا لجنة لبحث حقيقة هذا الشخص ووصلنا إلى نتيجة وهي أنه إنسان عادي أخذته الحميّة، ولو رجعنا إلى الصور التي روّجت نرى أنه طوى العلم على العمود ووضع الراية... ورغم ذلك فعمله مرفوض».
وأكّد أبو عياض أنّ «هذه الحركة يجب ألّا تأخذ أكثر من حجمها الحقيقي بحيث أنه من الخطأ أن تعتبر الحكومة والرئاسة هذا العمل خيانة عظمى في حين أنّ المدعوة سهير بلحسن قامت بما يقتضي التتبع القضائي حين دعت إلى الاستنصار بالأجنبي ل «حماية تونس من الحكم الإسلامي»... وبالتالي إذا أرادوا أن يحاكموا هذا الأخ عليهم أن يحاكموا كلّ من يمس بمصلحة البلاد».
وأشار أبو عياض إلى أنّ هذه الأزمة تأتي مع بداية حراك الحكومة خاصة في جهاز الداخلية منذ أسبوعين تقريبا وبعد أن بدأت تقترب من الرؤوس الفاعلة في الداخلية حيث تحرك العميد لإدخال البلاد في فوضى وجر التيار السلفي الذي يعتبرونه الورقة الوحيدة للضغط على الحكومة وإدخالها في صدام معه.
ودعا أبو عياض «شبابنا المنتسب إلى ما يُسمى السلفية الجهادية إلى اليقظة وعدم الانجرار إلى ما يخططه اليسار العلماني المرتبط بالخارج وأن يتمالكوا أنفسهم ويتعاملوا بذكاء.» كما دعا «الشعب التونسي إلى أن يكون حكيما في تصرفه مع هذه الحادثة المعزولة والّا يحاكم بتصرف فردي طيفا كبيرا من الشعب التونسي» ودعا «الحكومة إلى عدم الرضوخ لأجندات الغرب وألّا تجعل من التيار السلفي وقودا لمعارك.
وأضاف أبو عياض «نقول للمرزوقي ما عُدنا نفهم هل أنت الرئيس أم العميد وهل صوته أعلى من صوتك؟.
واعتبر الشيخ أبو عياض أنّ «العلم ليس أشدّ قداسة من الذات الإلاهية أو من كتاب الله مشيرا إلى تعتيم الإعلام على حادثة العثور على 15 مصحفا في الخلاء بأحد مساجد دار شعبان الفهري أو الطريقة التي تم بها التعامل مع قضية الإساءة إلى الذات الإلهية من خلال الشريط الذي أثار ضجة قبل أشهر.