عبد الغفور... عبد الودود... نور.. كلمات ثلاث هي الأخيرة التي نطق بها الشيخ الهادي القلال 57 عاما قبل ان يسقط أرضا متألما نازفا ثم مغشيا عليه و قبل أن يلفظ أنفاسه في الطريق الى المستشفى . كان هذا فجر أمس الأحد الساعة الخامسة تحديدا قبل صلاة الفجر بربع ساعة... حين غادر الشيخ الى الجامع القريب ليصّلي صلاة الفجر ككل يوم ..لكنه لم يصله بفعل طعنات آلة حادة كانت وراء مصرعه .. الشيخ الهادي القلال من مواليد سنة 56 ويعمل بمعمل اللّف بقرمبالية... متزوج وأب لشابين هما عبد الودود وعبد الغفور وابنة اسمها نور... كعادته استيقظ فجر أمس الاحد ليتجه الى الجامع القريب من منزله جامع مونبليزير حيث لا تفصله عن منزله الا النهج الذي يسكنه ومنه الى الطريق العام واستبق التوقيت بغية إجراء تحية الجامع هكذا تحدث إلينا شقيق الضحية السيد عبد الفتاح... مشيرا الى ان شقيقه الضحية غادر بيته الخامسة فجرا على ان تكون الصلاة في الخامسة والربع وترك زوجته تستعد للصلاة هي الاخرى في البيت ... مضيفا : «شقيقي معروف بالجهة اذ يعتبره الكثيرون بمثابة شيخ الحومة حيث يتدخل دوما لفضّ النزاعات بالحسنى وهو من مناصري الدعوة والتبليغ منذ ثلاثة عقود كاملة ...اي منذ سنوات بورقيبة ..وليست له عداوات مع اي كان ...ومنزله يقع في نهج لا أعتقد ان غريبا يمرّ منه فجرا الا متساكني المنطقة ..... صرخات نجدة يقول السيد عبد الفتاح : لقد غادر شقيقي الهادي منزله ولكن سرعان ما استمعت زوجته الى صرخاته وهو ينادي على أبنائه فسارعوا اليه الا انه سقط بين ايديهم في فناء البيت مغشيا عليه والدماء تنزف منه... فسارعوا لنقله الى المستشفى لكن المنيّة كانت أسرع . طعنات عديدة صهر الضحية السيد علي العوج تحدث عن الجريمة بالقول أن الجناة أو الجاني وجّه طعنات للشيخ في مقتل طعنة أولى في الجنب وطعنة على مستوى خلف الأذن وطعنة ثالثة على مستوى القلب... وعدة خدوش بواسطة آلة حادة على مستوى اليدين وهو ما يشير الى ان الضحية حاول حماية نفسه ... شهود عيان لكن كلمات عابرة وشهادات ما تزال مجرد أخبار تشير الى مشاهدة سيارة سوداء من نوع «س 4» متوقفة عند اخر الشارع انطلقت بسرعة كبيرة من المكان إثر صرخات الشيخ . أبحاث جارية وعلمت «الشروق» انه إثر بلوغ الخبر مسامع أعوان الامن الوطني أذنت النيابة العمومية بابتدائية تونس بفتح محضر بحث تم بموجبه إحالة القضية على انظار الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية للبحث في ملابساتها وتحديد هوية القاتل او القتلة .