دخل «الأنتربول» على الخط في البحث عن الزوج المشتبه في إقدامه على قتل زوجته بعدد كبير من الطعنات ليلة الخميس الماضي في منطقة راقوبة بقصر قفصة. ويأتي الاستنجاد بالانتربول بعد أن وردت معلومات أمس حول نجاح المشبوه فيه في السفر الى بلد مغاربي قبل اكتشاف جثة زوجته. الهالكة زوجة شاب (35 سنة) كانت استقرت منذ حوالي السنة بمسقط رأسها بقصر قفصة وافتتحت رفقة زوجها أصيل احدى المدن الساحلية مطعما بمنطقة سكناها وخلال الأشهر الأخيرة من بداية هذه السنة تفاقمت الخلافات الزوجية بينهما بعد أن أعرب المظنون فيه عن رغبته في العودة للاستقرار بمسقط رأسه لكن الهالكة رفضت طلبه وتمسكت بالمكوث بمسقط رأسها وزاد خلافاتهما حدة تفاقم ديون الزوج. وحوالي منتصف الليلة الفاصلة بين يومي الخميس والجمعة الماضيين أصر الزوج على الاستحواذ على مصوغ زوجته لتسديد بعض ديونه وذهب الى المطعم الذي يديرانه مع بعضهما فالتحقت به الهالكة وتركت أطفالها الثلاثة وبالمطعم احتد الخلاف بينهما فبادر أثناءها الزوج الى تعنيفها حسبما ما بدا على وجه الهالكة أثناء معاينة جثتها ثم طعنها بسكين كبير الحجم عديد الطعنات وتشير مصادرنا الطبية أنها ناهزت 17 طعنة منها ثماني طعنات أصابت الوريد وأخرى مزقت كبدها وقلبها وتركها ملقاة بالمطعم تسبح في بركة من الدماء، وأقفل باب المطعم وعاد الى المنزل فغير ثيابه الملطخة بالدماء وذهب اثر ذلك الى أحد المتاجر القريبة وشحن هاتفه الجوال بأربع بطاقات شحن (20 دينارا) ثم خلد الى النوم الى حدود الخامسة فجرا تقريبا ثم غادر الى وجهة مجهولة وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإنه اقتطع تذكرة طائرة الى بلد مغاربي مجاور. وفي الصباح استيقظ أطفالها الثلاثة كعادتهم فافتقدوا أمهم التي تعودوا على نومها بجوارهم اثنان منهما صبيان لم يتجاوزا الأربع والخمس سنوات والطفلة (حوالي 10 سنوات) لكنهم لم يعثروا عليها بالمنزل ولا بمنزل جدتهم للأم المجاور لمنزلهم وبحث أفراد العائلة بدورهم عن ابنتهم لكن دون جدوى ذلك أن هاتفها الجوال كان مغلقا وبتحول احدى شقيقاتها الى المطعم في البداية لاحظت أنه مغلق فذهب في اعتقادها وبقية العائلة أن ابنتهم قد تكون غادرت مع زوجها الى مكان ما. وحوالي الساعة الثانية من ظهر أول أمس شكوا في مسألة غلق المطعم فاستنجدوا بحداد فقطع الأقفال وبمجرد الدخول اليه عثروا على جثة ابنتهم تسبح في بركة من الدماء وتحمل عديد الطعنات وكانت هناك سكين مغروسة في ظهرها وكادت تخترق قفصها الصدري. وحل أعوان الأمن وممثل النيابة العمومية وقاضي التحقيق بمسرح الجريمة وبعد معاينة الجثة تم الاذن بعرضها على الطبيب الشرعي لمزيد التحري وتحديد أسباب وفاة الهالكة. كما أن عائلة الضحية تلقت حوالي التاسعة من ليلة أول أمس رسالة هاتفية مجهولة المصدر مفادها التوجه الى المطعم لتفقد ابنتهم ظنا من صاحبها وأنه لم يتم العثور على جثة الهالكة بعد. وقد تم دفن الهالكة ظهر أمس وسط لوعة كبيرة لدى عائلتها وجيرانها وصدمة أبنائها وتعكف السلط الأمنية على العمل من أجل ايقاف المظنون فيه، حتى خارج تراب الوطن.