بمشاركة تونسية متميزة انطلقت أمس فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة أكثر من 3 الاف ناشر يمثلون 90 دولة عربية وأجنبية. ولتونس جناحان في المعرض جناح للعرض وجناح للبيع. الجناح الرسمي يضم الاعمال التونسية التراثية مثل «الأعمال الكاملة» لأبي القاسم الشابي وكتاب «العمر للمصنفات التونسية الأدبية» للحسن بن أبي ضياف والاعمال الكاملة لمحمود المسعدي. كما شهد اليوم الأول للمعرض اقبالا جماهيريا كبيرا من رواد المعرض على الدراسات المعروضة حول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين مثل «سلطة في أدب طه حسين» «طه حسين في مرآة عصره» للكاتبين المنجي الشملي وعبد القادر بن فرج.. الى جانب عناوين كثيرة حول الزيتونة والقيروان والشعر الاندلسي. كذلك حظي عرض دواوين الشعراء التونسيين بإقبال كبير أمثال المنصف المزغني وأيضا الكتب الخاصة بالحياة في تونس مثل كتب الرسامين التونسيين يحيى والخياشي حول الزي التقليدي التونسي. ويشارك في ندوات المعرض النوري عبيد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، وتمثل دور النشر التونسية 9 شخصيات من أبرز أصحاب هذه الدور. وتستمر هذه الدورة لمدة 10 أيام وتشهد اقامة العديد من الندوات الفكرية والمناظرات الثقافية بين رموز التيارات المختلفة. كما تشهد أنشطة المعرض كذلك حفل توزيع جوائز أفضل الكتب الصادرة باللغة العربية لعام 2003. و سوف تستضيف هذه الدورة العديد من الشخصيات البارزة مثل الكاتب «هارولد بنتر» الكاتب المسرحي المعروف بتأييد الحق الفلسطيني والشاعر الكبير محمود درويش الذي يقدم ديوانه الجديد في أمسية خاصة والذي صدر أخيرا تحت عنوان «لا تعتذر عما فعلت» والسوداني محمد الفيتوري والجزائريين الطاهر وطار والطاهربن جلون ومن جنوب افريقيا جي. ام. كوتيزي. كما تشهد الدورة الحالية كذلك العديد من الانشطة التي تنظمها المراكز الثقافية الاجنبية بمصر حيث ينظم المركز الثقافي الالماني برنامجا ثقافيا يتضمن العديد من الندوات لمناقشة العديد من القضايا مثل المشاركة العربية في معرض فرانكفورت للكتاب خلال شهر أكتوبر المقبل. وفي تصريحات ل»الشروق» قال كريم فهمي المسؤول الاعلامي بمعهد «جوته» بالقاهرة ان هناك عدة ندوات أخرى لقياس علاقة القراءة بالمجتمعات العربية والاوروبية في عصر الانترنيت بالتعاون مع القسم العربي في صوت المانيا، اضافة الى تقديم قراءات لأعمال ادوارد الخراط ومارتين موزهباني و»دينيسي سونتجن» اضافة الى تقديم كتاب الديوان الغربي الشرقي. أما المركز الثقافي الفرنسي للثقافة والعلوم فقد استعد للمعرض بصورة جيدة من خلال التعاون مع العديد من الهيئات الفرنسية أبرزها سفارة فرنسابالقاهرة حيث ينظم قسم الترجمة بالمركز تحت اشراف دنيا شديد رئيس قسم الترجمة بالمركز حضورا وتواجدا لعدد كبير من المكتبات الفرانكفونية العاملة سواء داخل فرنسا او خارجها كما يقدم القسم قوائم الكتب الحديثة الصادرة خلال العام الماضي. كما ينظم المركز قراءات بجناح فرنسا بالمعرض لعدد من الكتّاب الفرنكفونيين أيام 28 و29 من جانفي الجاري يشارك فيها الفرنسي روبير سولي جاستون وبول ايفان الكامرون والسويسريان فوزية أسعد وجون رومان ليز ومنى لطيف ولويس فيليب من كندا. وللمرة الاولى يشارك معهد العالم العربي بباريس بتشكيلة عريضة من اصداراته في الجناح الفرنسي كما سينظم محاضرتين للتعريف بالمعهد ونشاطه من فرنسا والعالم العربي. وعلى مدار ستة وثلاثين عاما استطاع معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ دورته الاولى التي أقيمت في أرض المعارض بالجزيرة «مكان دار الاوبرا الآن» من 22 جانفي وحتى 30 جانفي عام 1969 ان يناقش العديد من القضايا الفكرية والسياسية والثقافية المهمة وكانت في مجملها محاولة التأكيد على الهوية المصرية والعربية منها على سبيل المثال ما طرح في الدورة الثالثة والعشرين تحت مسمى «نحو خريطة جديدة للثقافة العربية» و»الثقافة العربية في عصر التحولات» كذلك الاهتمام بالمؤثرات والروافد الخارجية على تلك الثقافة. وشارك في هذه الندوات الكثير من رواد الثقافة العربية أمثال : أدونيس وادوارد سعيد وصادق جلال العظم ود. رفعت السعيد ود. محمد برادة ود. محمد دكروب ود. سمير أمين. ود. جابر عصفور. ود. فيصل دراج ود. سيد القمني وصلاح عيسى ود. جلال أمين ومحسن جاسم الموسوي ود. صبري حافظ وغيرهم... كما شارك في أمسيات وندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب معظم شعراء العربية من المحيط الى الخليج ومنهم محمود درويش وسميح القاسم وفدوى طوقان وتوفيق زياد ومحمد المهدي الجواهري وسعدي يوسف وعبد الوهاب البياتي ونزار قباني ومحمد علي شمس الدين ومحمد الماغوط وانسي الحاج. أما السجالات الفكرية فقد كان لها باع طويل في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب ومن أبرزها المساجلة التي تمت بين د. فرج فودة ود. محمد خلف الله والشيخ محمد الغزالي والتي تمت قبل اغتيال فرج فودة بأيام قليلة. ولم يهتم المعرض بالاسماء اللامعة والبراقة فقط فقد اهتم كذلك بالأدباء الشبان وخصص لهم أماكن وندوات لمناقشة ابداعاتهم وكذلك أشركت الشعراء الشباب في أمسيات الشعر الى جانب كبار السفراء بعد فترة طويلة اقتصرت فيها الأمسيات الشعرية على عدد من الأسماء تعد على أصابع اليد الواحدة. ونعود الى الدورة السادسة والثلاثين فنجد ان المعرض سوف يستضيف عددا من نجوم السينما المصرية من خلال عرض أفلامهم على الجمهور وفي مقدمتهم عادل إمام ومحمد هنيدي وأشرف عبد الباقي وعبلة كامل وهاني رمزي وأحمد عدوية بالاضافة الى تخصيص ندوات لنجوم الدراما التلفزيونية أمثال الهام شاهين وليلى علوي وهناك أمسية لمناقشة الكوميديا في السينما المصرية والعنف في السينما العالمية وتجارب شبابية في السينما المستقلة والفرق الحرة من المسرح المستقل الى جانب الندوات الفنية. وقد رأس معرض القاهرة الدولي للكتاب على مدار تاريخه الطويل مجموعة من كبار المثقفين والمبدعين من مصر هم : الكاتبة الكبيرة سهير القلمادي ود. محمد الشنيطي ود. عزالدين اسماعيل والشاعر الكبير صلاح عبد الصبور وسعد الدين وهبة وصولا الى د. سمير سرحان الذي تولى رئاسة مجلس ادارة الهيئة العامة للكتابة بداية من عام 1985. جدير بالذكر أن مدة المعرض هذا العام 10 أيام فقط في مقابل ثلاثة أسابيع في الدورات السابقة ولكن هذا التقليل في المدة الزمنية قابله تكثيف للنشاط والندوات خاصة وان المعرض يتزامن هذه الدورة مع اجازة نصف العام الدراسية، يذكر ان اسرائيل حاولت «كما هي العادة» المشاركة في فعاليات المعرض ونظرا لتكرر رفض طلبها فقد حاولت الدخول من خلال دور نشر أجنبية وهو ما تيقظ له القائمون على المعرض.