بدأت تلوح نذر التدخل العسكري الغربي في سوريا حيث كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن إجراء واشنطن وأطرافا دولية مناقشات جدية بشأن خيار الحرب ضد دمشق فيما دعت المعارضة السورية بالخارج إلى إعلان الحرب على النظام السوري.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن البيت الأبيض فتح قنوات اتصال عسكرية مع دول غربية وعربية لبحث الخيار العسكري ضد سوريا ولإجبار الأسد على التنحي زاعمة أن كافة الحلول الأخرى باتت في حكم «المعدوم» .
فقدان الأمل
وأشارت نقلا عن مسؤولين في الصف الأول من دوائر اتخاذ القرار الأمريكي إلى أن واشنطن فقدت الأمل في إمكانية تفويض الأسد لصلاحياته لنائبه فاروق الشرع أو تنحيه عن السلطة تلقائيا.
واضافت أنه في حال فشل الخيارات المطروحة والمتمثلة في تسليح المعارضة السورية وإقامة منطقة حدودية آمنة تدافع عنها قوة عسكرية متاخمة للحدود الأردنية أو أية حدود مشتركة أخرى مع سوريا فإن الخيار البديل كامن في دراسة احتمالات القيام بهجوم عسكري ضد أنظمة الدفاع الجوية للجيش السوري على شاكلة الأسلوب الذي اعتمده «الناتو» ضد ليبيا .
وأوردت ان الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية ضد سوريا يتطلب أسابيع وربما اشهرا باعتبار أن التوافق الدولي حول هذا الأمر غير متوفر إلى حد اللحظة بسبب وجود الفيتو الروسي .
وفي تعليقها على هذه التسريبات أشارت مصادر سياسية وإعلامية روسية إلى أن هذا الاقتراح ليس سوى حلقة من حلقات مسلسل الحرب النفسية ضد سوريا مشيرة إلى أن احتمالات تورط الغرب والعواصم العربية في هذا الخيار قليلة بالاستناد إلى الاعتبارات السياسية والجيو استراتيجية في المنطقة برمتها .
وأكدت أنه على الرغم من انعدام الأرضية والمناخ المناسبين لهذا الخيار إلا أن الغرب قد يعتمده كخيار «انتحاري» لقلب الموازين والتوازنات في سوريا .
جلسة عاجلة
وفي سياق متصل, بحرب الإرادات داخل المشهد السوري دعت المعارضة السورية في الخارج –ممثلة في المجلس السوري برئاسة برهان غليون – إلى جلسة عاجلة في مجلس الأمن الدولي في أعقاب اتهام النظام السوري باقتراف مجزرة راح ضحيتها حوالي خمسين امرأة وطفلا, على حد قولها .
وأضافت في بيان أنها تجري الاتصالات اللازمة مع كافة المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة الى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي منددة ب«الجريمة المروعة التي عمدت القوات النظامية إلى اقترافها في حيي كرم الزيتون والعدوية في حمص» . وفق نص البيان .
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض أمس الى «تدخل عسكري عربي ودولي عاجل» في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وجاء في بيان تلاه عضو المجلس الوطني جورج صبرا في اسطنبول باسم المجلس الوطني «نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل وبحظر جوي لمنع عصابات الاسد من الاستمرار في المجازر».وفق زعمه .
وأضاف بيان المجلس الوطني «نطالب بضرب آلة القتل وتسليح الجيش السوري الحر».
من جهته قال رئيس المجلس الوطني برهان غليون «ان المجتمع الدولي لا يستطيع ان يستمر على وعود فارغة، ودول الجامعة العربية لا يمكن ان تستمر في اصدار بيانات اعلامية لوقف القتل».
وأضاف غليون «لقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي فعلا اجراء جديا وعمليا وفعليا من اجل وقف هذا العنف، ان لم يكن عبر مجلس الامن فليكن عبر مجموعة اصدقاء سوريا».
نفي واتهام
في الطرف المقابل, اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود أمس مجموعات إرهابية بارتكاب مجزرة «حي كرم الزيتون» في حمص بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية، قبل اجتماع لمجلس الأمن المقرر عقده في الساعات القليلة القادمة .
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول السوري قوله إن «المجموعات الإرهابية ارتكبت أفظع المجازر بحق المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من اجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا».
واعتبر «أن قطر والسعودية شريكتان في الإرهاب الذي يستهدف الشعب السوري، محملا إياهما مسؤولية إراقة الدم السوري من خلال دعمهما للمجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح».
وكان التلفزيون السوري قد اتهم في وقت سابق العصابات الإرهابية المسلحة بخطف مواطنين من أحياء حمص وقتلهم وتصويرهم لإثارة ردود فعل دولية ضد سوريا .
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر سوري مسؤول تأكيده أن المجموعات الإرهابية المسلحة تختطف الأهالي وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل الإعلام مشيرا إلى أن دمشق اعتادت مثل هذا الصنيع قبيل جلسات مجلس الأمن بهدف استدعاء مواقف ضد سوريا .