كونت مجموعة من المواطنين من تونس وسويسرا والمانيا وفرنسا وكندا وبعض الجمعيات المدنية مرصدا وطنيا للاعتناء بجرحى الثورة وخاصة ان عديد الحالات في وضعية حرجة جدا ولم يجدوا الامكانيات المادية المتوفرة للعلاج، وعن هذا الموضوع كان لنا لقاء مع جهاد مبروك أحد جرحى الثورة والناطق الرسمي باسم هذا المرصد ليحدثنا عن معاناة هؤلاء الشباب الذين ضحّوا بدمائهم الغالية من أجل حرية وكرامة هذا الوطن.
«نحن بشر»
«نحن بشر ولسنا حيوانات، من حقنا أن نعيش بكرامة وبصحة جيدة، هل ذنبنا أننا آمنا بالثورة ودفعنا دمائنا لتروي أرض هذا الوطن، أهكذا يعامل جرحى الثورة!!!» هكذا استهل الناطق الرسمي باسم المرصد الوطني للجرحى جهاد مبروك كلامه ويواصل في نفس السياق: «نحن لم نطالب الحكومة بالمال بل مطلبنا الأساسي هو مداواة جرحانا الذين رموا بهم في المستشفيات دون اهتمام وبلا رقابة، فهناك ثماني حالات خطيرة جدا ننتظر ان تتكرم حكومتنا وتعتني بهم وهم خالد ومسلم قردلي وطارق الدزيري ومنتصر ونبيل الجنداني ورشاد ومحمد الجندوبي وجهاد مبروك.
مطالبنا واضحة
وعن مطالبهم يقول جهاد مبروك: «أولا نريد معالجة الجرحى وخاصة الذين وعدوهم بالسفر الى المانيا وقطر فمنذ ثلاثة أشهر ونحن ننتظر هذه الوعود التي بقيت مجرد حبر على ورق، هل تريد الحكومة أن نموت كالشهيدين محمد بن رمضان من قربة وحسونة بن عمر من جندوبة. وللعلم منحتنا الحكومة بطاقة علاج مجانية ولكنها تقتصر على الأمراض الخفيفة، وحالتي أنا مثلا تتطلب 125 دينارا شهريا للأدوية وزميلي خالد يدفع كل ثلاثة أشهر 700 دينار.
لقد أهانونا
لقد ذهبنا لمقابلة السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة يوم الجمعة الفارط واعتقدنا بأنه سيقابلنا فهو في مناسبة يقول: «من أولوياتنا حق الجرحى والشهداء»، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك فقد رفض رئيس الحكومة مقابلتنا وتم الاعتداء علينا بالضرب من قبل قوات الأمن وقد كان معنا عدد من الجرحى المعوّقين وبعض النساء ولم يكترثوا لإصابتنا فقد صرخت من شدة الألم «ابتعدوا عن رقبتي فأنا مصاب هناك» وكأني قلت لهم «عنّفونا أكثر»، ولكن لن نسكت عن حقوقنا، وسندافع عن كرامتنا الى آخر لحظة، ولن نجعل من دمائنا طريقا يدوسون به ليصلوا الى الكراسي.