لا تزال عديد الأرياف بولاية سليانة تعيش الحرمان وتفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم مثل منطقة العمارصية. وتقع منطقة العمارصية في معتمدية سليانة الجنوبية وتبعد عن مقر الولاية زهاء 35 كلم وتضم 85 عائلة. في هذه الأرياف كثرت الحفر والمنعرجات، طرقات لم يقع صيانتها لسنوات. وفي طريقنا المتجه نحو هذه المنطقة كان الطريق محفوفا بعديد المخاطر نظرا للأمطار الأخيرة التي تسببت في رداءة المسالك. السيد عبدة بن رمضان البالغ من العمر 70 سنة أكد أن المنطقة لم تر النور لسنوات مبينا أنه لا توجد سوى سيارة وحيدة يستغلها متساكنو الجهة لنقل البضائع.
يتزاحم عديد الركاب فيها إذ يصل إلى 12 فردا دون اعتبار الأعلاف للحيوانات وبعض الحاجيات الأساسية الأخرى.
تقول السيدة مبروكة العمروني:
الحال هو الحال فبرغم من اتصالي بالسلطة المحلية لإعانتي لشراء بعض الأدوية نظرا لمرضي المزمن لم يتم تمكيني إلى حد الآن من أي مساعدة لتخفيف الآلام وهذا ما تسبب في عدم قدرتي على الحركة.
أما السيدة علجية فلا تملك سوى هذا المنزل الذي يحتوي على بيت واحدة وقالت إن رب البيت غادر البيت إلى المدن الساحلية بحثا عن مورد رزق نظرا لكثرة الحاجيات الأساسية وصعوبة توفيرها لأبنائه وأكدت أن ما يقارب 30 عائلة تعيش على هذا المنوال منزل واحد يؤم جل الأفراد وأغلب المنازل آيلة للسقوط وهذا ما تسببت فيه الأمطار والثلوج خلال المدة الأخيرة. في حين تحوّلت بعض المنازل الأخرى إلى برك من الماء السيد أحمد بالزين سالم ذكر أن هذه المنطقة لم يأت إليها أي مسؤول سوى رئيس منطقة الأمن كما ذكر أن الإعانات التي شملت بعض الأرياف لم تصلهم واصلنا رحلتنا في دوار العمارصية حيث التقينا شبان فبينوا أن هذه المنطقة ظلت على حالها منذ العهد السابق وتعاني من التهميش رغم أنها تحتوي على ثروات طبيعية والمتمثلة في 8 الاف هكتار من الغابات والأعشاب الطبية والتي من المفترض أن تكون قبلة للزائرين للاستماع بهذه المناطق الخلابة ومما زادها بهاء كثرة عيون المياه العذبة. إلا أنهم يتكبدون عناء في جلب المياه من هذه المنابع (العيون) رغم عدم صحتها وذلك لاختلاط المياه بالأتربة مما قد يتسبب في أمراض كلوية ورغم تواجد حنفية للجميع فإنها ظلت مغلقة.