أعلن وزراء خارجية تونس رفيق عبد السلام ومصر محمد كامل عمرو وليبيا عاشور بن خيال أمس في تونس عن تأسيس «نواة سياسية للتنسيق والتشاور» مؤكدين أنها ستكون مفتوحة على بقية دول المنطقة ولن تكون حلفا أو محورا. وأكد الوزراء في لقاء صحفي عقد أمس اثر اجتماعهم بتونس أن هذا الاجتماع لا يشكل محورا أو تكتلا معربين عن أملهم في أن تشارك فيه دول أخرى في هذه النواة بما يرسي آفاقا أوسع لشعوب المنطقة قاطبة ويدعم فرص تنشيط التعاون الاقتصادي بين بلدانها على درب التكامل في الاطار العربي.... ونفى السيد رفيق عبد السلام أن تساهم هذه النواة في توجيه رسائل خاطئة الى بقية دول اتحاد المغرب العربي وخاصة المغرب وموريتانيا باعتبار عدم دعوتهما للمشاركة فيها مشيرا الى أنه اتصل هاتفيا بوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي وطلب منه المشاركة في هذا الاجتماع الثلاثي غير أنه اعتذر «لأسباب مرتبطة بمواعيده». وقال لن توجه رسالة خاطئة لأنها تتكامل مع اتحاد المغرب العربي حيث تشارك في هذه النواة دولتان مغربيتان هما تونس وليبيا وعلاقات التواصل والتشاور مستمرة في اطار المغرب العربي». وأوضح ان هذه النواة هي اضافة وليست انتقاصا أو خصما من رصيد اتحاد المغرب العربي وأكد الوزراء ان هذه النواة ستعمل على تكريس مبدأ التشاور السياسي وتنسيق المواقف الديبلوماسية بين تونس وليبيا ومصر في مختلف المحافل الاقليمية والدولية من أجل خدمة المصالح المشتركة وخدمة مصالح الأمة العربية. كما شدد الوزراء على تنشيط التعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة بما يعزز التجارة البينية ويشجع حركة رؤوس الأموال واليد العاملة دعما لاقتصاديات هذه البلدان واقامة علاقات شراكة تعزيزا للتعاون العربي المشترك. وأكد الوزراء من جهة أخرى على تعزيز ضبط الحدود المشتركة والتعاون في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد الوزراء بهذا الخصوص أيضا على أهمية العمل على تفعيل التعاون القضائي خاصة في ما يتعلق بتسليم المطلوبين للعدالة والذين يشكلون خطرا على أمن واستقرار البلدان الثلاثة وذلك في اطار المواثيق الدولية والقوانين الداخلية ذات الصلة. كما أكدوا على التعاون والتنسيق في المجالات الثقافية والعلمية وغيرها والبناء على المشتركات الثقافية واحداث النهضة العلمية والثقافية التي تنشدها الشعوب العربية. وبحسب تأكيدات الوزراء خلال هذا اللقاء فإن الملف السوري كان حاضرا بدوره من خلال الدعوة الى «وضع حد لسفك الدماء في سوريا» والتأكيد على الحل العربي، وفق ما نصت عليه مبادرة الجامعة العربية. وفي رده عن سؤال حول ما اذا كان تضارب الموقف بين رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي والرئيس المنصف المرزوقي حول مقترح توفير اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد كمخرج للأزمة السورية قال السيد رفيق عبد السلام «ان النظام في تونس ليس برأسين ولا بثلاث رؤوس» مضيفا «لا أتصور أن الأسد يفكر أصلا في الانتقال الى تونس».