بعد ساعات قليلة فقط من إعلان الجامعة العربية أن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد غير وارد حاليا على الأقل اعترفت أنقرة باستحالة سقوط النظام السوري في ظل الدعم الروسي والصيني والإيراني له فيما أبدت موسكو وواشنطن دعمهما الكامل لجهود كوفي عنان.
واعتبر رئيس الحكومة التركية «رجب طيب اردوغان» ان الرئيس السوري بشار الأسد ما زال يقف على قدميه بسبب الدعم الذي توفره ايران له مؤكداً أنه «لا يمكن الإطاحة بالأسد مع استمرار وقوف روسيا والصين وإيران لجانب دمشق».دعم طهران وأشارت وكالة أنباء فارس وكالة أنباء إيرانية إلى أن اردوغان أورد هذه التصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته للعاصمة الكورية الجنوبية سيول.
وقال أردوغان : «مع استمرار وقوف روسيا والصين وإيران إلى جانب سوريا لا يمكن الإطاحة بالأسد «مستدركا» لكن نرى أن روسيا بدأت تتفهم حقيقة الأوضاع في سوريا وأتمنى أن تغير موقفها». وأكدت تركيا في وقت سابق دعمها لجهود كوفي عنان لتسوية الأزمة في سوريا. وفي تصريح يربط بين سوريا وحزب العمال الكردستاني الذي هدد تركيا بشن حرب كردية ضدها في حال تدخلت عسكريا في سوريا قال أردوغان إنه «في الماضي كان الأسد يسلمنا عناصر المنظمة الإرهابية أما الآن فنحن نرى أنه يحمي أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية ومن الممكن قطع علاقاتنا بأية لحظة مع سوريا». وتابع «لم يصلني تقرير عن دعم الرئيس السوري لحزب العمال الكردستاني. ولكننا نرى أنه يعمل على تعزيز وإحياء علاقته بالمنظمة الإرهابية»، وفق زعمه. وكانت القيادة السياسية والعسكرية لحزب العمال الكردستاني قد أنذرت «حكومة العدالة والتنمية» بتنفيذ هجمات انتحارية في حال تدخلت عسكريا ضد سوريا. عنان هو الحل وبالتوازي مع هذه التصريحات, شددت موسكو وواشنطن على ضرورة دعم مهمة كوفي عنان المبعوث المشترك بين الجامعة العربية والأممالمتحدة في سوريا.
حيث اعتبر الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن على بلاده والولاياتالمتحدة العمل بشكل يمنع وقوع حرب أهلية في سوريا ولا يخلق أيضا مشاكل جديدة.وقال مدفيديف أمام الصحفيين عقب مباحثاته مع نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش القمة الدولية الثانية للأمن النووي في سيول «إنه يؤيد، إلى جانب نظيره الأمريكي، مهمة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان، واصفا إياها بأنها اسلوب جيد للتوصل الى أول نقطة تهدئة على الأقل واستمرار الطريق نحو التواصل بين العديد من القوى الاجتماعية المتواجدة حاليا في سوريا».وأكد أنه يتوجب أن تنتهي البعثة إلى «تطوير الحوار الشامل بين جميع المجموعات المتواجدة في البلاد وبين السلطات الحكومية».من جانبه اعترف أوباما بأنه توجد بين الولاياتالمتحدةوروسيا صعوبات محددة حيال التعامل مع المشكلة السورية، خاصة خلال الأشهر الأخيرة».
وأشار أوباما في الوقت ذاته إلى أن الرئيسين «اتفقا على وجوب تأييد مهمة عنان، الذي يحاول وضع نهاية لإراقة الدماء وخلق آلية تسمح بانشاء حكومة شرعية في سوريا». وفق تعبيره.بدوره دعا المبعوث العربي الأممي المشترك كوفي عنان السعودية وقطر إلى دعمه في مهمته معتبرا أن تنحي الرئيس بشار الأسد مسألة يقررها السوريون أنفسهم دون تدخل من أحد .
الناتو لا يريد «الحرب» وفي ذات المنحى السياسي للأزمة السورية, أكد الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي أنه لا يوجد لدى «الناتو» أية نية أو عزم على التدخل عسكريا في سوريا. وفي كلمة ألقاها خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة بين موسكو وبروكسيل قال راسموسن «قبل كل شيء اسمحوا لي أن أؤكد لكم بانه ليست لدى الحلف أية نية للتدخل العسكري في سوريا ولكن اسمحوا لي أيضا بشجب تصرفات الرئيس بشار الاسد واضطهاد المدنيين ولهذا فأنا أدعو القيادة السورية الى تنفيذ المطالب الشرعية للشعب السوري».
وتابع «أنا آسف جدا، لان مجلس الامن الدولي لم يتمكن من التوصل الى قرار قانوني ملزم بشأن سوريا، ولكن مع ذلك أنا اثمن جدا حقيقة كون كافة اعضاء مجلس الامن الدولي، ومن بينهم روسيا ، ساندوا بيان المجلس وجهود كوفي عنان للبحث عن سبل التسوية السلمية للمشكلة. وباعتقادي إن هذا التوافق هو اشارة جدية الى النظام السوري».