في صعود عامر العريّض (عضو المجلس التأسيسي ورئيس الدائرة السياسيّة لحركة النهضة)
السيّد عامر العريّض عضو المجلس التأسيسي عن حركة النهضة والرئيس الحالي لدائرتها السياسيّة أمكن له التواجد بشكل إيجابي على سطح المشهد السياسي التونسي مباشرة إثر ثورة 14 جانفي وهو من العناصر التي دافعت وتدافع عن النهج الوسطيّ المعتدل داخل حركة النهضة الّّذي يؤمن بالديمقراطيّة والتعدديّة، وعادة ما كان السيّد العريّض متميّزا بهدوء في نقاشه للآخرين من أطراف وتوجهات سياسيّة أخرى.
العريّض حاليا يقود الدائرة السياسيّة لحركة النهضة وهي مهمّة ليست سهلة بالمرّة لأنّها تقتضي مواصلة الاجتهاد في حسن التعبير عن الخيار المدني والديمقراطي الّذي تؤكّد عليه أدبيات الحركة ، كما أنّها مهمّة عسيرة لأنّها تتطلّب حسن التعاطي مع متغيّرات ومستجدات الوضع السياسي في البلاد ووضع الأجندة الملائمة لتحقيق تواصل قيادات النهضة مع سائر مكوّنات المجتمع المدني والسياسي.
برز العريّض خلال هذا الأسبوع بحسن تفسيره لقرار الهيئة التأسيسيّة للنهضة المتمسّك بالفصل الأوّل من دستور 1959 وخاصة في تنظيره إلى أنّ الشريعة هي جزء من الإسلام ، إذ الإسلام أعم وأشمل وهو محل إجماع بين كلّ التونسيين والتونسيات في حين أنّ «الشريعة» ليست محل إجماع بل هي محل خلاف ، فالفصل الأوّل من دستور 1959 يؤكّد على الأصل أي إسلام الدولة ويستغني عن الفرع أو الجزء.
في نزول حبيب اللوز (عضو المجلس التأسيسي وعضو الهيئة التأسيسيّة لحركة النهضة)
السيّد الحبيب اللوز يتدحرج نحو مطبّات فيها الكثير من التداخل والاضطراب، وخطابه يبدو شيئا فشيئا متشدّدا وقاطعا وباعثا فعلا على المخاوف ومُوجدا للمحاذير.المواقف الأخيرة للسيّد اللوز سواء تلك المتعلّقة بموقف الهيئة التأسيسيّة لحركته في التمسّك بالفصل الأوّل من دستور 1959 حيث قال إنّه «حزين» بمعنى عدم قبوله «المبدأ الديمقراطي» الّذي تسير فيه حركته، أو تلك المتعلّقة بما جدّ من أوضاع في مدينة المنستير حيث تلفّظ المعني بما لا يجب عليه سنّا وتمثيليّة في التأسيسي ومرجعية دينيّة وإيمانا بوحدة الوطن ورفض الجهويّة البغيضة.
السيّد اللوز بحسب متابعين مُطالب ومدعو إلى مراجعة البعض من تصريحاته ومواقفه والسير قُدما نحو تعزيز لبنات مسار الانتقال الديمقراطي الّّتي أوصلته إلى عضوية المجلس التأسيسي كما أنّه مدعو إلى المساهمة قدر جهد في تهدئة الخواطر وإبراز الروح الوسطيّة والمعتدلة التي يتميّز بها الدين الإسلامي والابتعاد عن كلّ مظاهر الغلوّ والتطرّف وتوتير الأوضاع داخل حركته وخارجها.