في زيارته لبنغازي واجه مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي غضب أحد السياسيين المحليين ودعوة جديدة لمنح شرق ليبيا حكما ذاتيا واسعا.. ووصل الأمر الى حدّ تلويح هذا السياسي بعرقلة تدفق النفط إذا تراخت الحكومة المركزية..
قال السياسي الليبي أبوبكر بويرة القيادي في «مؤتمر شعب برقة» الداعي الى إنشاء اتحاد فيدرالي في ليبيا الجديدة، إن المؤتمر قد يلجأ آجلا الى عرقلة تدفق النفط إذا تقاعست الحكومة المركزية في طرابلس عن تلبية مطالبه بمنح برقة المزيد من المقاعد في الجمعية الوطنية.
تصميم على الحكم الذاتي
وجدّد بويرة تأكيد قيادة مؤتمر شعب برقة على مطالبه بشأن الحكم الذاتي. وقال السياسي الليبي عقب اجتماع حضره بالخصوص رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي تحوّل أمس الأول الى بنغازي إن هذا الاجتماع اتسم بالعمومية ولم يتمخض عن أي شيء ملموس ولكنه اعتبر الحديث مع عبد الجليل بداية حوار. وردّا على سؤال حول ردود فعل «مؤتمر شعب برقة» وهو التنظيم الذي قاد الحملة من أجل الحكم الذاتي للشرق لاحظ أبوبكر بويرة أن وقف تدفق النفط احتمال وارد. وأوضح أنه يوجد (في برقة) عدد كاف من الفنيين المتخصّصين في مجال النفط ممّن يؤيدون الدعوات الى قدر أكبر من الحكم الذاتي في الشرق يمكنهم وقف تدفق النفط مصدر الدخل الرئيسي للحكومة. ويريد «مؤتمر شعب برقة» تخصيص ثلث مقاعد الجمعية الوطنية التي سينتخب ممثلوها في جوان الى شرق ليبيا باعتبار أن ليبيا ستؤول على حدّ تقديره الى ثلاث مناطق كبيرة.
خطر التقسيم
وبالتزامن مع تهديد «مؤتمر شعب برقة» هدّد زعيم قبيلة التبو بالانفصال عن ليبيا على خلفية خطة للتطهير العرقي تستهدف قبيلته على حدّ تعبيره. وقال «الزعيم الأسود الليبي» عبد المجيد منصور إن هناك خطة بالقتال ضد قبيلته تحت راية المجلس الوطني الانتقالي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن منصور تهديده بالانفصال عن ليبيا وقوله إنه «لا فرق بين المجلس الوطني الانتقالي ونظام القذافي لأن المجلس الوطني الانتقالي يعمل على إبادتنا» على حد تعبيره. وأضاف «قلنا إن وحدة ليبيا هي فوق أي اعتبار ولكن الآن يجب أن نحمي أنفسنا وأن نحمي الأقليات الأخرى». وجاءت تصريحات منصور بعد مقتل وجرح العشرات في اشتباكات بين ثوار سبها ومسلحين من قبيلة التبو في الأيام الأخيرة. وتتضارب الأنباء حول المعارك الدورية في جنوب شرق ليبيا حول الكفرة ولكن مجرد الحديث دوريا عن المواجهات يؤكد وجود توتر متواصل بين قوات للثوار وقبائل «الليبيين السود» المتهمين بالقتال الى جانب القذافي خلال الثورة.