24 سنة، انتظرتها السيدة «خالصة» والدة الشهيد عمران الكيلاني المقدمي لاسترجاع رفات ابنها الذي استشهد خلال مواجهة مع قوات الاحتلال الاسرائيلية في شمال فلسطينالمحتلة سنة 1988. وها هو حلمها يتحقق فقد أعلن اتحاد الشغل رسميا عن تسلمه رفات الشهيد عمران يوم الأحد القادم بمطار تونسقرطاج، هذا الخبر أثلج صدر الأم الموجوعة بفقدان ولدها، وعن هذا الموضوع قال سامي الطاهري أمين عام مساعد مكلف بالإعلام «لقد سعينا منذ 4 سنوات الى استرجاع رفات الشهيد عمران المقدمي وتحاورنا مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومع حزب الله وتمكنا أخيرا من النجاح في هذه المهمة، فدموع أمه وحزن عائلته جعلتنا نتمسّك بحق الشهيد في أن يدفن في وطنه وشقيقه أيضا هو نقابي في النقابة الأساسية للصحة، وهم عائلة مناضلة ويستحقون تكريم ابنهم «الشهيد البطل». عرس تونسي منذ اعلان اتحاد الشغل عن تسلمه رسميا الأحد القادم لرفات الشهيد «عمران» وبدأ رواد الموقع الاجتماعي الفايسبوك يعلنون تنظيمهم لاستقبال مشرف للبطل الذي دفع حياته ثمنا لتراب فلسطينالمحتلة. من هو عمران المقدمي؟ يوم 26 أفريل 1988 استشهد عمران الكيلاني المقدمي في عملية فدائية بإصبع الجليل شمال فلسطين ردّا على اعتقال «أبو جهاد»، والشهيد من ولاية قفصة سافر الى سوريا في 1984 وتحصل على شهادة الباكالوريا ثم التحق بالجامعة السورية ودرس علم النفس لمدة سنتين، وانخرط بعد ذلك في العمل المسلّح ضمن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وشارك ايضا في بعض العمليات المسلحة ضد الجيش الاسرائيلي كللت بالنجاح. اغتيال «أبو جهاد» عندما تم اغتيال الشهيد المجاهد «أبو جهاد» يوم 16 أفريل 1988 قاد الشهيد «عمران الكيلاني المقدمي» عملية ثأرية أطلق عليها اسم «أبو جهاد» يوم 26 أفريل من نفس السنة حيث اقتحم رفقة زملائه موقعا إسرائيليا بشمال فلسطين بين مستعمرتي «دان» و«شبر باشوف» وقتل 7 جنود إسرائيليين واثر هذه المعركة التي دامت 12 ساعة استشهد «عمران». ودائما كانت والدته «خالصة» تردد ما قال الشاعر «أحب أرض وأرض الطهر يعشقني حبّا بحب وما في الحب من عجب متى سرى الخوف صراها آنذا إليك روحا بغير الموت لم تطب» وها هي اليوم تنتظر وصول رفات ابنها الشهيد ليدفن في وطنه.