أكدت دمشق أمس انتهاء معركة إسقاط الدولة السورية ب«لارجعة» مشيرة إلى أن الجيش سينسحب من المدن بمجرد إحلال الأمن والسلم , فيما جددت السعودية دعواتها إلى مزيد تسليح المعارضة السورية واصفة إياه أي التسليح ب«الواجب» . وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي : إن معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت بلارجعة وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الإصلاح والتطوير ومنع الآخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة من الوصول إلى أهدافهم . الحرب الديبلوماسية وأشار إلى أن سوريا اليوم تخوض معركة ديبلوماسية مع عالم غربي معاد لها ولكن من مصلحتها إنجاح مهمة مبعوث الأممالمتحدة «كوفي عنان» ديبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائنا الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع .وتابع في سياق تشخيصه للمشهد الدولي إن سوريا تطالب العالم بأن يساعدها بدلا من الضغط عليها وإذا كان هدف أي مبادرة مساعدة سوريا في تثبيت الاستقرار وتحقيق الإصلاحات فسوريا ترحب بها . وكشف مقدسي أن الجانب السوري نجح بالتفاهم المشترك مع المبعوث العربي الأممي الخاص «كوفي عنان» وقد تكرس هذا التفاهم المشترك في إقرار عنان بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي وهو معطى كان غائبا في المقررات المنظمة لعمل المراقبين العرب . وأكد في ذات الإطار أن بوصلة القيادة السورية في أي اتفاق تقوم على حماية الاستقرار وحفظ سيادة الدولة والمحافظة على ما تم استخلاصه من عبر في مبادرات وتجارب سابقة . وأفاد المسؤول أن الجيش السوري سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلم فيها بدون اتفاقات فالجيش ليس فرحا بالتواجد في الأماكن السكنية وسيغادرها ما أن يتم إحلال الأمن . وفد تقني لدمشق وحول مهمة «كوفي عنان» وآليات تنفيذها ميدانيا , أعلن مقدسي أن بلاده ستستقبل قريبا وفدا تقنيا للتفاوض بين الجانب السوري والأممالمتحدة حول آلية تطبيق خطة عنان . ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» : إن ابرز خطوة لاحقة هي توقيع البروتوكول الذي ينظم موضوع المراقبين للوصول إلى التهدئة فدمشق ملتزمة بالتعاون إيجابيا مع مهمة عنان في سوريا . ولفت إلى أن وجود عنصر مسلح مضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا معترفا به وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وهو الذي يعطل الحل السياسي في سوريا . تسليح المعارضة وفي مقابل هذه الرؤى السياسية الاستشرافية لتشييد سوريا ديمقراطية وتعددية وإصلاحية , جدد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس السبت تأييده لفكرة تسليح المعارضة السورية، مشيرا إلى «أن السوريين يقاتلون لأنهم لا يجدون مخرجا لأزمتهم». وفق توصيفه للأزمة السورية . وشدد سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على أن دول الخليج حريصة على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن، لافتا إلى أن الاجتماع بين كلينتون ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي كان بناء. وأضاف أن البحث تناول «المجزرة الإنسانية الشنيعة التي تحصل في سوريا - حسب تصوره وتعبيره وموقفه- والأحداث في اليمن ومجمل التطورات السياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ». وقال إن «التحديات التي تواجهها المنطقة تبقى أحد أهم عوامل تهديد أمنها واستقرارها»، مشيرا إلى «التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون دول المنطقة أحد أبرز التحديات الحالية»، مضيفا «أن الدول الخليجية اتخذت سياسة الإصلاح الجادة والتنمية المستدامة ».ولم يتطرق الفيصل لا من قريب ولا من بعيد إلى موضوع البحرين التي تشهد ثورة شعبية سلمية منذ ما يزيد على عام .