عشرات القتلى والجرحى ذهبوا أمس ضحية تفجيرين انتحاريين استهدفا قلب العاصمة السورية دمشق فيما أورد ديبلوماسيون عرب أن معدات عسكرية سعودية تحركت من الرياض إلى الأردن لتسليح ما بات يسمى ب«الجيش السوري الحر» . وقال التلفزيون السوري إن أحد التفجيرين اللذين نجما حسب المؤشرات الأولية عن سيارتين مفخختين استهدف إدارة الأمن الجنائي في دوار الجمارك بينما استهدف التفجير الثاني إدارة المخابرات الجوية . ضحايا من المدنيين والعسكريين وأورد أن معظم الضحايا هم من المدنيين وبعض عناصر حفظ النظام . وبثت الفضائية السورية صورا لأشلاء وسيارات محترقة ودمار في الأبنية ودخان ينبعث من محيط موقعي الانفجارين . كما بثت مشاهد من مستشفى الهلال الأحمر يظهر فيه جرحى مدنيون أصيبوا في التفجير ناقلا عن مصدر طبي رسمي قوله : تلقينا نحو 40 إصابة بين جروح وكسور ورضوض . وأفاد وزير الصحة السوري بأن عدد القتلى تجاوز الثلاثين والإصابات ناهزت المائة . ونسب إلى أحد الجرحى تأكيده أن التفجير كان قويا جدا ..كل شيء سقط في البيت على الأرض والزجاج هوى عليّ وعلى زوجتي . كما لقي إرهابيان مصرعهما أمس بإنفجار سيارتهما المفخخة التي كانا يستقلانها في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك ما أسفر عن تحطم بعض زجاج الأبنية المجاورة والحاق الضرر بالسيارات المتوقفة في المكان، وفقاً لوكالة «سانا». ومباشرة عقب التفجيرات تجمعت حشود كبيرة للتنديد بالعمليات العسكرية التي تستهدف الوطن والمواطن ومبادئ العيش المشترك . اتهامات في هذه الأثناء , وجّهت أصابع الاتهام إلى الدول الداعية إلى تسليح المعارضة السورية ولتحويل الصراع من صراع سياسي إلى مواجهة عسكرية . حيث اعتبر المحلل السياسي السوري محي الدين محمد أن التفجيرات رسالة واضحة من تنظيم القاعدة لتقويض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي مشيرا إلى أن الاستخبارات الخليجية ليست بعيدة عن مثل هذه العمليات التي تخدم مصالح الولاياتالمتحدة . وأضاف أن مثل هذا التفجير هو في المحصلة بمثابة العقاب للمدنيين السوريين الذين تقاطروا على ساحات الوطن داعين إلى رص الصفوف ومنع التدخل الأجنبي ودعم مسيرة الإصلاح في سوريا . في المقابل , قال المعارض السوري سلام شواف إن النظام في سوريا دأب منذ السنة الفارطة على إلصاق تهم التفجيرات والإرهاب بالمواطنين العزل الذين خرجوا دعما للحرية والإصلاح. تسليح المقاتلين وبالتوازي مع هذه السجال الاتهامي يبدو أن الرياض باتت تتدخل في المشهد السوري بالمكشوف بات دورها في تسليح المعارضة السورية جليا بل ومعلنا من طرف الدوائر الديبلوماسية العربية . حيث أعلن مصدر دبلوماسي عربي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس عن تحرك معدات عسكرية سعودية إلى الأردن لتسليح ما يسمى «الجيش السوري الحر». وأضاف المصدر مشترطاً عدم كشف اسمه أن التفاصيل المتعلقة بهذه العملية ستعلن في وقت لاحق. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي «إذا كان المجتمع الدولي متمثلا في المبعوث الدولي كوفي عنان يود مساعدة سوريا على تخطي هذه الأزمة فيجب أن يكون هناك تعاون جماعي، فالدول التي تسلح، وأشهرت الآن أنها تسلح، والدول التي تحرض إعلاميا، والدول التي تكرس عناد المعارضة الخارجية في رفض الحوار، كل هذه الأطراف يجب أن تتجاوب مع مبادرة عنان لإنجاحها. إننا منخرطون إيجابا ومن مصلحة سوريا إنجاح مهمة عنان». في ذات الإطار كشفت مصادر مطلعة في المعارضة السورية مساء أمس عن اتصالات سرية يجريها «المجلس الوطني السوري» المنبثق من اسطنبول مع الحكومة الأردنية، دون الكشف عن تفاصيل تلك الاتصالات. وقال عضو المجلس المعارض عبد السلام البيطار المقيم في عمان لموقع «السبيل» الأردني، إن هناك «اتصالات متواصلة مع المسؤولين الأردنيين، لكنها غير معلنة». وفي سياق متصل بمهمة كوفي عنان في سوريا , قالت موسكو إن بعثة خبراء في الأممالمتحدة ستزور سوريا اليوم الأحد أو غدا الاثنين لبدء المشاورات اللازمة لتسوية الأزمة الحالية مشيرا إلى أن إرسال البعثة يعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح . وكان عنان قد أورد في وقت سابق بأنه سيرسل فريقا من الخبراء إلى سوريا للتحدث مع الحكومة السورية حول الاقتراحات التي قدمها وعندما يتم التوصل لتقدم سأتخذ قرارا بالعودة إلى المنطقة .