اختتمت بجربة ميدون فعاليات الدورة 11 لملتقى البشير التليلي للتاريخ الذي انطلق يوم 26 مارس بحضور مجموعة من الأساتذة المختصين بالإضافة إلى السيدة نجيبة التليلي حرم المرحوم وقد تم التركيز على الأنشطة البحرية بجزيرة جربة كموضوع محوري لهذه الدورة. وأشرفت دار الثقافة البشير التليلي على تنظيم فعاليات هذا الملتقى الذي شمل برنامجه عدة جلسات علمية وندوات فكرية تضمنت مداخلات لعدد من الأساتذة وأهل الاختصاص كمداخلة الأستاذ منصف بربو حول المسالك البحرية بجنوب الجزيرة في الفترة الوسيطة والمتأخرة بعنوان واقع الجغرافيا الطبيعية ووقائع التاريخ العسكري ومداخلة الأستاذ بشير بن غازي حول تطور نشاط القرصنة في الحوض الغربي من المتوسط بين العصرين الوسيط والحديث ومداخلة الأستاذ حمادي دالي حول مساهمة البحرية التونسية في حرب القرم ومساهمة التجار الجرابة في تمويلها بالإضافة إلى محاضرة المهندس عبد الوهاب بوسلامة والأستاذ حسين الطبجي والسيد الحسين الخروبي قدم فيها مخطوطات نادرة حاول الجمعية التعاونية لبحارة وصيادي السمك بالقنطرة التي تأسست في الفترة الاستعمارية في منطقة سدويكش هذا علاوة على مداخلتين للأستاذ عبد السلام بن حميدة والأستاذ منجي بورقو وفي مداخلته قدم الباعث في معهد الأثار السيد سامي بن طاهر ملامح التجارة المتوسطية من خلال المعطيات الخزفية التي عثرت عليها الحفريات في موقع ميناء غيزن ومن جهته تحدث الأستاذ الصادق بن عمران المختص في علوم الاثار على الطرق البحرية ومختلف الأودية المحيطة بالجزيرة والتي لعبت دورا كبيرا في تاريخ جربة عبر العصور ومختلف الحضارات التي تعاقبت عليها مبرزا تأثيراتها على التجمعات الحضرية للسكان وعلى نمط العيش بخصوصياته المتميزة والفريد من نوعه مبينا علاقتها بالأبراج والحصون الساحلية منها برج القشتيل وبرج العقرب اللذان في طريقهما إلى الاندثار كما شهدت تظاهرة ملتقى البشير التليلي للتاريخ زيارات ميدانية لعدد من المواقع الأثرية بجزيرة جربة من طرف وفد من طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل والمعهد العالي للدراسات السياحية بسيدي الظريف بإشراف الأستاذ الصادق بن عمران اطلع من خلالها الطلبة على خصائص معالم جربة مثل برج غازي مصطفى ومعصرة ورسيغن وأفران صناعة الفخار التقليدي بقلالة وقد كان الهدف من هذه الزيارات توظيف الآثار في السياحة الثقافية.