كل المؤشرات التي سبقت لقاء الفريقين كانت توحي بمواجهة ساخنة تحمل طابع الاثارة والتشويق. ففريق مستقبل المرسى الذي انقاد الخميس الفارط الى هزيمة قاسية في الوقت البديل أمام الترجي لن يرضى في هذه المباراة بغير الانتصار.
في المقابل النادي الافريقي تدعيم استفاقة الجولة الماضية أمام الأولمبي الباجي.
مثل هذه المعطيات تجسدت على أرضية ميدان ملعب المنزه مع انطلاقة اللقاء التي كان ايقاعها سريعا وبدا واضحا من البداية رغبة كل فريق في المسك بزمام الأمور ومباغتة المنافس. العمليات الأولى كانت فيها الأفضلية للضيوف الذين هدّدوا فيها مرمى الحارس بواسطة السينغالي طامبادو الذي سدّد في موقع ممتاز، لكن كرته ضائعة مثلما ضاعت محاولة زميله فادي الحميزي الذي تباطأ رغم موقعه الممتاز.
كرة المسعدي ترفض الدخول
محاولات أولى للضيوف أجاب عنها النادي الافريقي بعملية كادت تعلن عن افتتاح النتيجة لصالحه في الدق 10 حين تلقى المسعدي توزيعة محكمة من النفطي وبرأسية قوية كاد يغالط بها الحارس الجبالي، لكن كرته رفضت ولوج الشباك بعد أن اصطدمت بالعارضة.
محاولة خطيرة فرض بعدها أبناء المدرب بن شيخة سيطرة واضحة على منافسهم وكاد في احدى العمليات المهاجم يوسف المويهبي أن يجسم تفوق الأفارقة لكن كرته مرت جانبية قبل أن تضيع فرصة أخرى على المسعدي رغم انفراده بالحارس.
الدق 30 كادت تأتي بالجديد لفائدة الافريقي لما مهّد المهاجم المسعدي كرة في موقع ممتاز لزميله النفطي وهذا الاخير فقد توازنه وأضاع فرصة سانحة للتهديف.
ضربة جزاء وورقة حمراء
رغم عددها القليل فقد شكلت عمليات المرسى خطورة واضحة على دفاع الافريقي المرتبك في الكثير من الأحيان، وفي احداها استطاع اللاعب فاخر المنصوري أن يخترق الدفاع ويوزع في اتجاه زميله نبيل الميساوي الذي سدّد رأسية لمست يد المدافع اليعقوبي والحكم يعلن ضربة جزاء نجح في تحويلها بلال بن مسعود الى هدف في الدق 38 مع الاستفادة من نقص عددي للمنافس بعد اقصاء المدافع محمد علي اليعقوبي.
إجابة سريعة للأفارقة
انطلاقة الفترة الثانية من اللقاء بدا واضحا فيها رغبة الأفارقة في المباغتة والتعديل وعمليات أولى كانت كلها تنذر بالخطر عن طريق النفطي الذي سدّد بقوة وكان على مقربة من التهديف ومحاولة أخرى في الدق 50 عن طريق التشادي ازيكال الذي غابت عنه النجاعة أمام صلابة دفاعية للمنافس.
الافريقي بحث عن التعديل وكان له ما أراد في الدق55 بواسطة ضربة جزاء نجح المويهبي في تحويلها الى هدف بعد أن تمّت عرقلة ازيكال.
بعد دقيقتين فقط بعد هدف التعادل أضاع التشادي ازيكال فرصة مضاعفة النتيجة بعد أن وجد نفسه أمام شباك خالية لكنه لم يحسن الترويض.
في الجهة الاخرى اتسمت عمليات المرسى على قلتها بالخطورة أمام ارتباك محور الدفاع وكان بامكان ديدي الذي راوغ الجميع أن يضاعف النتيجة، لكن كرته مرت جانبية بقليل قبل أن يتصدى الحارس بن أيوب لمحاولة نبيل الميساوي الذي كاد يسجل في الدق 80 بتصويبة قوية.
سيطرة في الدقائق الاخيرة فرضها لاعبو النادي الافريقي الذين كانوا على مقربة من مضاعفة النتيجة وكانت أخطر العمليات في الوقت البديل حين رفضت كرة زياد الزيادي ولوج الشباك بعد أن اصطدمت بالقائم الأيمن لتنتهي المباراة على تعادل أرضى الضيوف لكنه لم يرض أصحاب الأرض.