اعلان الحزب الجديد «حركة تونس» عن نجاحه في استقطاب وجوه نقابية بارزة في الساحة قد يكون بداية لتوجه جديد في الساحة النقابية. توجه قد يفضي إلى تغيير موازين القوى صلب العديد من الأحزاب ويفتح أبواب التنافس على هذا المخزون على مصراعيه. حزب «خميس قسيلة» ليس الحزب الوحيد الذي كان قد أعلن عن انضمام وجوه نقابية اليه فقد سعت الكثير من الأحزاب السياسية الى استقطاب النقابيين لأسباب كثيرة وعديدة أهمها وأولها الدور الكبير والمهم للاتحاد العام التونسي للشغل وهو دور حققه بفضل نضال النقابيين المنضمين اليه.
وهناك أسباب أخرى مهمة وهي خبرة النقابيين في التحرك ودرايتهم الكبيرة بمشاغل كل شرائح المجتمع وقربهم الكبير من الواقع التونسي ومعرفتهم الكبيرة بتفاصيل الحياة السياسية.
تكوين
فالكل يعرف الآن أن الاتحاد العام التونسي للشغل نجح في بعث منظومة تكوينية جبارة مكنت كل النقابيين القاعديين وفي الهياكل الوسطى من الحصول على تكوين مهم في كل المواضيع والملفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
كل هذه الأسباب والعوامل تسيل «لعاب» الأحزاب السياسية خاصة في ظل صعوبة عملية استقطاب العناصر النوعية داخل المجتمع. ثم أن للكثير من الأحزاب هدفا واضحا وهو محاولة الاستفادة وربما توظيف مكانة الاتحاد ودوره وحضوره القوي في الساحة الوطنية وهو دور تجلى بالخصوص في المدة الأخيرة حيث أصبح للاتحاد مواقف واضحة من كل ما يهم الحياة السياسية وفي أغلب الأحيان إن لم تكن كلها كان الاتحاد العام التونسي للشغل أكثر جرأة وأكثر شجاعة من الأحزاب بل انه بعد «أزمة» اضراب أعوان البلديات تسابقت كل الأحزاب السياسية عبر البيانات او عبر الزيارات واللقاءات المباشرة لإعلان تضامنها الكامل والمطلق مع الاتحاد العام التونسي للشغل وهذا تأكيد على خطورة الدور الذي تلعبه المنظمة النقابية الأكبر والأهم في تونس.
نقابيون
لكن الظاهرة الملفتة للانتباه اليوم هو اتجاه وجود نقابية بارزة ومعروفة الى العمل السياسي والحزبي بعد مغادرتهم للمسؤولية النقابية وأهم هذه الوجوه علي رمضان القيادي في حزب العمل ورضا بوزريبة الذي أعلن مؤخرا عن انضمامه لحزب حركة تونس وهو أحد الأحزاب التي تكونت مؤخرا.
والسؤال الذي يطرح الآن هل يمكن للأحزاب السياسية فعلا الاستفادة من انضمام النقابيين اليها؟
في كل الحالات فإن الأحزاب مستفيدة من هذا الاستقطاب للكثير من الأسباب أهمها ان «النقابي» عادة ما يكون جاهزا «للنضال» والتحرك بفعل الخبرة التي اكتسبها خلال نشاطه النقابي الطويل ثم أنه يمكن «للنقابي» استقطاب الكثير من الوجوه التي كانت تشاركه العمل النقابي وربما سيساعد حماس الكثير من الوجوه النقابية لتجربة العمل الحزبي والسياسي بشكل مباشر على تقديمهم الاضافة المطلوبة لأحزابهم.
انتخابات
الأكيد الآن أن القائمات الانتخابية في الانتخابات القادمة ستكون مطعمة بالكثير من الوجوه النقابية وأن الكثير من البيانات الانتخابية ستكون بياناتها نقابية أكثر منها سياسية.