رُفعت الحصانة عن النائبين خميس قسيلة والمنصف شيخ روحه بعد جلسة سرية أمس للمجلس الوطني التأسيسي دار خلالها نقاش حاد بين شق يريد رفع الحصانة عن النائبين لتسريع التتبعات العدلية وشق طالب رئيس المجلس بالتحادث مع وزير العدل. وتم رفع الحصانة مع الابقاء على صفة النائب عن منصف شيخ روحه بطلب منه وبموافقة المجلس. اما في ما يخص خميس قسيلة فقد تم رفع الحصانة عنه بعد تصويت وافق خلاله 92 نائبا في حين اعترض 67 نائبا واحتفظ 7 نواب بأصواتهم.
وقد طرحت سريّة الجلسة استغراب واستهجان الصحفيين والإعلاميين تخوّفا من عودة الحجب والتعتيم وسدّ مصادر الخبر أمام الرأي العام لكي يعرف حقيقة القضايا المرفوعة ضدّ النائبين المذكورين ، ولم يرشح خبر يُعلّل سبب سريّة الجلسة.
خميس قسيلة: المجلس «سيد نفسه»
رفض خميس قسيلة التصريح لوسائل الاعلام بتفاصيل الجلسة مكتفيا بالقول ان « الجلسة سرية « وقد تعهد بعدم التصريح ..لذلك فهو يحترم ما تم الاتفاق عليه داخل الجلسة مشيرا الى ان الحصانة رُفعت عنه لكن النيابة لم تُرفع ..مؤكّدا ان حصانته ستعود بعد نهاية القضية ..وفي ما يتعلّق برأيه في هذا القرار اكتفى قسيلة بالقول « ان المجلس سيد نفسه».
يمينة الزغلامي: رفع الحصانة لتسريع البت في القضية
اكدت يمينة الزغلامي (نائبة عن حركة النهضة) ان رفع الحصانة تم لتسريع الاجراءات القضائية لانه في حال عدم رفع الحصانة ستتعطل قضيته و لن تستطيع الجهات القضائية استدعاءه ليقدم حجته.. مشيرة الى انه في حال ثبتت براءته فإن الحصانة ستعود إليه بشكل آلي ..وفي ما يخص السبب الرئيسي في تمسّك بعض النواب بابقاء الحصانة لخميس قسيلة قالت يمينة الزغلامي «بعض الزملاء يخشون رفع النيابة مع رفع الحصانة» ..مؤكّدة ان قرار المجلس التأسيسي لا يدخل في اطار «مسألة كيدية» بل الهدف الاساسي منه تجنّب البطء الذي ميّز البت في هذه القضية و تسريع اجراءاتها.
الطاهر هميلة: بعض الزملاء يخافون على خميس «السقوط في مأزق كيدي»
قال الطاهر هميلة (نائب عن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية) انه اقترح في هذه الجلسة استدعاء وزير العدل لمساءلته حول الاوجه القانونية للخروج من «المأزق» الذي دخلته المفاوضات من اجل رفع الحصانة. وأشار الى ان النواب «غير فاهمين» او «متفهمين» لأركان الجريمة وهم «يخافون» على زميلهم من السقوط في مأزق كيدي بالرغم من ان المعني بالامر (خميس قسيلة) يقول انه لا وجود لكيد سياسي في هذا الموضوع .
سلمى بكار : ما يحصل «مظلمة في حق خميس قسيلة»
سلمى بكار (نائبة عن القطب الحداثي) أكدت ان خميس قسيلة طرف في قضية «بسيطة» تتلخص في حادث مرور وكان وقتها صديق قسيلة هو من يقود السيارة وعندما افاق من صدمة الحادث اعترف بانه هو من كان يقود السيارة وكتب اعترافه هذا وسجّله منذ شهر و نصف ..ثم أشارت إلى ان من صوّتوا ضد رفع الحصانة طلبوا التأجيل عشرة ايام يطلب خلالها رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر من وزير العدل الإسراع في النظر في هذه القضية ..واذا ما تبيّن ان قسيلة ارتكب ذنبا فمن العادي ان يقف الجميع في صف رفع الحصانة عنه.
واستغربت سلمى بكار الإصرار الشديد لرئيس المجلس التأسيسي وكتلة النهضة والتكتل على رفع الحصانة معتبرة ان ما يحصل «مظلمة في حق خميس قسيلة».محمد كريم كريفة: وزراء تركوا عملهم وجاؤوا لمشاهدة «رفع الحصانة»
محمد كريم كريفة (نائب عن حزب المبادرة ) قال ان الجلسة «لم تعجبه « واعتبر التصويت مبنيا على توجيهات ضمنية مشيرا الى انه لاحظ من خلال مداخلات بعض النواب أنهم ملمون بكل التفاصيل والجزئيات في ما يخص ملف قضية خميس قسيلة مشيرا الى انه رفقة عدد من النواب لا يعلمون عن الملف شيئا باستثناء المعطيات التي تم تقديمها في تقرير لجنة رفع الحصانة.
كما اكّد محمد كريم كريفة ان عددا من الوزراء الذين هم على رأس وزارات شديدة الحساسية ومكلفة بحل ملفات حارقة تركوا اعمالهم وجاؤوا الى المجلس التأسيسي وهذا ما يدفع الى طرح استفهامات عديدة.
وفي ما يخص قرار التصويت برفع الحصانة قال انه « يشعر بان هذه العملية سياسية « وليست لمجرد التسريع في الاجراءات. ويُذكر ان قضية خميس قسيلة تتمثل في حادث مرور في طريق المرسى يوم 12 جانفي 2012 ..اما منصف شيخ روحه فتتعلق به قضايا مالية.