الهزيمة الرابعة منذ انطلاق الموسم زادت وضعية النجم تعقيدا وأصبحت الأجواء المحيطة بمقر الجمعية تسير سيرا حثيثا نحو الأسوإ....عبارات الاستهجان التي أطلقها جانب هام من الأحباء تجاه حافظ حميّد عقب مباراة أول أمس لا تحتاج إلى تعليق
السؤال الذي يطرح بإلحاح في خضم تواصل تدفق العثرات هل من نهاية لهذه الأزمة التي أصبحت ركنا أساسيا في حياة الجمعية منذ انطلاق الموسم؟
«حرب» متواصلة
يعيش النجم الأزمة تلو الأزمة حتى بلغ التطاحن بين أبناء الجمعية هذه الأيام أوجه مع اندلاع حرب المطالبة بعقد جلسة عامة انتخابية في أقرب الآجال وكأن «آلام» النجم ستنتهي بمجرد حلول هيئة جديدة وإمساكها بمقاليد الأمر والنهي... الكل في الجهات المحبة للنجم أحسوا بانزعاج شديد وهم يتابعون «الحرب المفتوحة» وحمى التصريحات فها هو حافظ حميد يطلق النار في كل الاتجاهات ويأتي بتصريحاته على الأخضر واليابس وهذه الأطراف الرافضة لسياسته تطعن في أهليته لقيادة النجم وحملته مسؤولية كل الإخفاقات التي حصلت بينما الحقيقة التي لا يعملها الأحباء الغيورين هي أن هذه الحرب المتواصلةمنذ أسابيع ليست هدفها مصلحة النجم بقدر ما هي صراع على «الكراسي» والنفوذ أو هي بعبارة أوضح صراع هدفه نفي الآخر واحتكار الشرعية وتدمير مصداقيته إن كانت لديه مصداقية.
سؤال بسؤال
دعونا نعيد طرح السؤال الذي طرحه أكثر من طرف... لماذا يتشبث السيد حافظ حميد بهذا الكرسي الذي انجرت عليه كل هذه المشاكل والانتقادات اللاذعة ولماذا لا يقدم هو الآخر استقالته على غرار بقية الأعضاء المنتخبين ويرحل من الباب الكبير بعدما نجح في إقناع الرأي العام بأنه «ضحية» لجهات معلومة دعونا أيضا نطرح سؤال هل أن مشكلة النجم في حافظ حميد لوحده أم في أبنائه الذين أدمنوا «التنبير» وهل أن الحل في هذه الفوضى الهدامة التي نراها حاليا أم في الجلوس حول طاولة واحدة والحديث بلغة العقل ووضع مصلحة النجم فوق كل اعتبار.
التشرذم لا يولد إلا التشرذم
قد نتفق مع السيد حافظ حميد في طريقة تسييره لأحد أعرق الأندية التونسية وقد نختلف، وقد نتفق أيضامع خصومه وقد نختلف معهم.
ليس هذا هو الإشكال الحقيقي في النجم فكل عمل إنساني يحتمل النقص بطبيعته بل الإشكال في زيادة جرعة الأحقاد والخلاف داخل العائلة الواحدة وتكريس منطق تصفية الحسابات والمواجهات المطلوب هو إيجاد مخرج مشرف ينقذ النجم من أزمته الحالية ويمكن من التركيز على الملفات الرئيسية لأنه من العار أن يتسع الفارق الذي يفصل النجم عن صاحب الطليعة لأكثر من 13 نقطة ومن المخجل أن يعجز المسيرون عن توفير رواتب اللاعبين للشهر الثاني على التوالي.
دقّت ساعة الحساب
رغم مرارة الهزيمة في بنزرت فإن مسؤولي النجم والسواد الأعظم من أحباء الفريق مقتنعون بأن فريقهم يختزن طاقات بشرية هائلة يمكن أن تحقق أفضل النتائج الممكنة محليا وإقليميا.
الجميع مقتنع أيضا بأن إجراء جرد موضوعي للعمل الذي قام به فوزي البنزرتي خلال الأيام القليلة الماضية لم يحن بعد، ولو أن هذا المدرب مصدوم لطبيعة الأجواء التي تحيط بفريقه، كما أن التركيز انصب مباشرة بعد مباراة النادي البنزرتي على المقابلة الهامة في إطار إياب الدور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال الإفريقية ضد الجيش الرواندي والكل ينتظر ردة فعل إيجابية من اللاعبين يعيدون من خلالها الاعتبار لأنفسهم قبل أي طرف آخر خصوصا أن المردود الفردي والجماعي كان بعيدا عن الإمكانات الحقيقية للفريق غير أن المحاسبة قادمة لا ريب فيها.
الجمهور يختار الاعتصام!
لأن النجم يبقى هرما من أهرامات الكرة التونسية والإفريقية فإن أيادي العبث لن تمسه في كرامته والحالة التي يعيشها صاحب ال87 سنة مبكية لكنها لا تعتقد أن النجم يستحق السقوط لأنه بكل بساطة أكبر من الموجودين داخله وخارجه جمهور النجم لوحده كبير وهو الذي لا زال حائطا معنويا كبيرا عند الحاجة إزاء الوضعية التي آلت إليها الأمور داخل الجمعية اختار الجمهور طريقة الاعتصام التي انطلقت منذ صبيحة أمس أمام مقر النادي مطالبا بعقد جلسة عامة انتخابية في أقرب وقت ممكن لتصحيح المسار.
هذا ما يحتاج إليه النجم
نقولها بكل صراحة أن الحل في القضاء على مشاكل النجم ليس في التراشق بالتهم بين حافظ حميد وخصومه أو المطالبة بإبعاد رئيس الجمعية نهائيا باعتبار أن البديل غير متوفر على الأقل خلال هذا الموسم، لكن بوضع اليد في اليد.
النجم يحتاج إلى مائدة مستديرة وليس إلى حرب مفتوحة على أكثر من جبهة... وإلى مواقف واضحة من كل الأطراف (كبار النجم مسؤولون حاليون وقدامى لاعبون قدامى وأحباء) لأن الظرف صار يتطلب موقفا موحدا لا رأيا منفردا.. وإذا اقتنع البعض بأنه فعلا أخطأ حتى لا نقول أجرم في حق النجم فليخرج عن الصف احتراما لشخصه ولفريقه قبل أن يخرجوه غير مأسوف عليه.