تزخر ولاية سليانة بمخزون طبيعي مهم وثروات لا تحصى ولا تعد قادرة على تحويلها الى قطب صناعي وسياحي لو وقع استغلالها على النحوالامثل وهذه المواقع لو تمّ الاهتمام بها لمثلث رافدا من روافد القطاع السياحي. ففي المجال الفلاحي تعرف الجهة بزراعاتها الكبرى في انتاج الحبوب وتساهم بشكل كبير في الناتج الوطني من هذه المادة وذلك بفضل ما تتمتع به من تربة غنية وأمطار موسمية هامة لكنها في المقابل ظلت صابة الحبوب تصدر الى ولايات اخرى من اجل تحويلها الى عجين . بالاضافة الى تفرد اريافها بتربية الماشية وما لهذا القطاع من اهمية بالغة خاصة في انتاج الحليب دون نسيان ميزة الجهة في انتاج الزياتين وجودته العالية لكن رغم ذلك لم تكلف الحكومتين السابقتين وخاصة في نظام المخلوع بعث شركة وحيدة لتعليبه وتصديره هذا دون نسيان وفرة اشجارها المثمرة وتنوعها على غرار حبة الملوك بمكثر وتفاح الروحية وخوخ برقو، كل هذه الغلال تباع في الاسواق ولا يستفاد من تحويلها وهذا الانتاج الفلاحي المتنوع والغزير قادر على بعث عديد المصانع التحويلية تستقطب اليد العاملة وتزود السوق المحلية والوطنية بهذا المنتوج.
آثار وتاريخ عريق
لهذه الجهة موروث ثقافي موغل في القدم وهونتاج جموع بشرية تعاقبت على أراضيها الخصبة وتغذي هذا الموروث الثقافي بإضافات من لدن الحضارات القرطاجية والرومانية والبيزنطية ولم يبق من هذا الموروث سوى بقايا أثار معمارية منتشرة، بعضها أطلال ذات بال أوأكداس من الحجارة المتناثرة على سطح الارض واغلبها تحت التراب لكن رغم هذا الكنز الحضاري المدفون الذي فرضته السياسات السابقة تبقى «مكتريس» و«ميستي» و«زامة» والقائمة تطول قبلة سياحية قادرة على استقطاب السياح لوتم الترويج لها بجدية وتجند لها المعهد الوطني للتراث لكشف ما هومدفون بين الاتربة منذ عقود مع بعث مناطق حرفية بالعديد من المناطق الاثرية الممتدة تقريبا على كامل معتمديات الولاية لابراز منتوجهم والتسويق له.
فولاية سليانة بمعتمدياتها ال11 تكتمل بها كل ممهدات السياحة من آثار وغابات مكنوزة بالحيوانات البرية التي تستهوي السياح ومغاور وكهوف لذلك ما ينقص هذه الارضية لتكون الجهة قبلة سياحية سوى المسالك السياحية وتركيز المتاحف ومراكز الاقامة لتشد اليها السائح ولا يكون عابر سبيل لذلك لا بد من التنويع في سياحتنا حتى لا تصبح مقتصرة على السياحة الصحراوية والشاطئية.
ثروة منجمية... ورخامية هامة
صحيح ان ولاية سليانة تحتوي على منجم وحيد يوجد بمعتمدية الكريب وهومنجم فج الهدوم لكن مواده الاولية المستخرجة منه من الحديد والزنك وخاصة الرصاص لا تضاهيها اي نوعية بالبلاد لكن في فترة غامضة تم الحكم على انتاجه بالركود اذ تم غلقه مخلفا شللا اقتصاديا كاملا للجهة من جراء احالة المئات منهم على التقاعد المبكر لذلك فلإعادة فتحه من جديد ليعود الى سالف نشاطه مرهون في تدخل الدولة لفك رموزه من اجل امتصاص اليد العاملة. اما الرخام فحدث ولا حرج اذ تحتوي الجهة وخاصة مدينة مكثر على اجود انواع الرّخام واشهره اذ يتساءل العديد لماذا لا يتم استغلال هذه الثروة الطبيعية بتركيز مصانع كبيرة لهذه المادة تكون موجهة الى التصدير فرخام الجهة مطلوب للتصدير خارج حدود الوطن. تنوعت ثروات ولاية سليانة وتعددت وينتظر اهاليها من الحكومة الحالية لفتة لاخراج هذا المخزون الهائل من الاتربة لإعادة احياء الجهة من جديد والاستفادة من ثرواتها محليا ووطنيا.