فجرت الشركة التي تم تكوينها مؤخرا للقيام بالدراسات المتعلقة باستغلال فسفاط «سرا ورتان» قنبلة بين صفوف أهالي الكاف وشكلت محور وقفة احتجاجية نظمتها شخصيات مستقلة وعدد من شباب الثورة أمام البلدية، متعلّلين بانتماء بعض أعضاء الشركة إلى النظام السابق. وكان أبناء جهة الكاف قد تفطنوا مؤخرا إلى قيام شركة خفية الاسم ورد نشرها بالرائد الرسمي تحت اسم شركة الدراسات لاستغلال فسفاط «سرا ورتان» ورأس مالها 10 ملايين دينار وبالتثبت في قائمة اعضاء مجلس ادارتها اشتبهوا بتورط البعض منهم في الانتماء إلى التجمع المنحل ومناشدة المخلوع فضلا على استغلال أحدهم لصفته كمسؤول جهوي هذا اضافة إلى الغياب التام لكفاءات الجهة.
وعبر المحتجون عن قلقهم ازاء الغموض الذي كان ولا يزال يرافق مشروع «سرا ورتان» العملاق الذي مثل حلم الجهة باعتبار أهميته وقدرته على المساهمة في توفير حلول لاشكالات التشغيل والتقليص من نسبة البطالة التي تفوق 45 بالمائة بجهة الكاف.
وأشار المحتجون إلى ضرورة الاسراع بتفعيل مشروع منجم «سرا ورتان» للفسفاط بشكل مستقل عن شركة فسفاط قفصة بما من شأنه أن يمكن الجهة من استغلال ثروتها المنجمية لحل المشاكل ومجابهة معضلة البطالة كما نادوا باستغلال المنجم المذكور في اطار شراكة وطنية تساهم فيها الدولة بما لا يقل عن 51 بالمائة مع احداث مقرها الاجتماعي بالكاف والابتعاد عن التفويت في مقدرات الجهة لفائدة الشركات الخاصة التي نهبت خيراتها دون أن تساهم في تنمية المنطقة التي ظلت مهمشة وتشكو الخصاصة وسوء الحال.
ونذكر أن قضية منجم «سرا ورتان» قد أخذت منحى آخر بعد أن تم رفعها إلى وزير الصناعة «محمد لمين الشخاري» من طرف أعضاء المجلس التأسيسي على إثر التحركات الشعبية التي عاشت على وقعها مدينة الكاف في وقت سابق وهذا وفق تصريح لوزير الصناعة أفاد بأن مشروع منجم «سرا ورتان» يحظى باهتمام كبير لدى الحكومة التي قال بأنها بصدد تحيين دراسة هذا المشروع للوقوف على متطلباته وعرضها على أبناء الجهة وأضاف بأن هذا المنجم يحظى كذلك بمتابعة واهتمام مستثمرين أجانب ليبقى السؤال متى يرى مشروع «سرا ورتان» النور؟