اعتبرت موسكو أن المعارضة السورية عاجزة عن التغلب على الجيش النظامي مهما كانت درجة تسليحها مشيرة إلى أنها ستستقبل في الأيام القادمة قائد الديبلوماسية السورية وليد المعلم ووجوه من المعارضة السورية قصد إيجاد تسوية سياسية مرضية للطرفين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن المعارضة السورية لن تستطيع إلحاق الهزيمة بالجيش السوري حتى لو تم تسليحها إلى أقصى حد ممكن.
أعتى الأسلحة
وأشار لافروف في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأذرية «باكو» : من الواضح وضوح الشمس أنه حتى لو تم تسليح المعارضة السورية بأعتى الأسلحة فإنها لن تتمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري ولم نشهد عندها أي عند تسليح المعارضة سوى مذبحة تستمر لسنوات طويلة ودمار متبادل.
وفي تصريح يتضمن اتهاما للقوى الغربية بتقويض جهود المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان قال الوزير الروسي إن مجموعة أصدقاء سوريا تضعف جهود كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة لوقف العنف في سوريا.. فالأنباء التي تتحدث عن تسليح المعارضة وفرض العقوبات على سوريا لا تصب في دعم مهمة عنان. واعتبر ذات المتحدث أن الغرب يتوق عبر هذه الوسائل إلى الوصول إلى نقطة تستحيل معها العمليات العسكرية ضد دمشق هي الملجأ الوحيد وبالتالي يتحول الحسم العسكري من خيار إلى ضرورة.
وفي سياق حديثه عن خطة عنان أوضح لافروف أن على قوات الأمن السورية المبادرة باتخاذ الخطوة الأولى مؤكدا على أهمية تضافر الجهود المحلية والإقليمية للخروج من الأزمة في سوريا.
وفي ذات الإطار, أوردت جهات إعلامية وديبلوماسية روسية مطلعة أن وليد المعلم وزير الخارجية السوري سيؤدي زيارة إلى موسكو في العاشر من الشهر الجاري تاريخ إنهاء دمشق التزاماتها الأمنية إزاء ورقة عنان للتباحث مع القادة الروس حول أهم مفاصل التسوية السياسية في سوريا.
وأفادت مدونة وزارة الخارجية الروسية على «تويتر» انه من المقرر ان يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم 10 أفريل الجاري في موسكو محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم.
ونقلت عن مصدر مطلع في الديبلوماسية الروسية قوله انه ستعقد في موسكو في 17 18 أفريل الجاري لقاءات بوفد هيئة التنسيق الوطنية التي تمثل المعارضة السورية في الداخل مضيفا أن وفدا ثانيا من المعارضة السورية في الداخل سيقوم بزيارة هو الآخر إلى موسكو.
وقال المصدر إن موسكو تشجع كافة الفرقاء السوريين على الحوار والجلوس على طاولة التطارح والتفاوض متهما الغرب بتحريض بعض أطراف المعارضة السورية على الالتجاء إلى الحلول العسكرية والاعتماد على العنف.
بداية الانسحاب
وبالتوازي مع هذه المستجدات السياسية, نسبت جهات إعلامية مطلعة عن مصدر حكومي سوري تأكيده أن القوات السورية بدأت الخروج من معظم المدن الهادئة ، والعودة الى قواعدها، بينما في المناطق المتوترة تعمل القوات على إعادة الانتشار واتخاذ مواقع على ضواحيها.
وأشار المصدر الحكومي إلى أنه مع الوصول الى العاشر من أفريل الحالي الموعد النهائي لتنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لوقف إطلاق النار، ستقوم القوات السورية بالخروج الكامل من المدن والبلدات ومراقبة وقف اطلاق النار.
كما صرّح مسؤول سوري بارزٍ بأنَّه خلافاً لما تبثه وكالات الانباء وتصريحات عدد من المسؤولين فإن الاتفاق مع المبعوث الأممي كوفي عنان يقضي ببدء خروج القوات العسكرية من المدن التي تتواجد فيها وليس اخلاءها بالكامل.
وأكد المسؤول أنَّ القيادة السورية لن تكرّر الخطأ الذي ارتُكب مع بعثة جامعة الدول العربية في إشارة إلى استغلال المجموعات المسلَّحة لبعثة المراقبين من أجل تعزيز أوكارها وتواجدها وتهريب السلاح وخطف مواطنين.
وقال إنَّ الخروج الكامل للقوات المسلحة من المدن يتم حين يتم توفير الأمن والأمان لكل المواطنين السوريين وأنَّ عنان يدرك ذلك جيداً وهذا ما نص عليه الاتفاق.