إني المسمى عبد المؤمن بن عبد العزيز عياد من مواليد 17 ديسمبر 1980 متخرج سنة 2005 ومتحصل على الأستاذية في الفيزياء من كلية العلوم بتونس ومنذ ذلك الحين وأنا كبقية شباب تونس أبحث عن مورد رزق يضمن لي كرامتي ويعيلني.
في ديسمبر 2010 شغرت قطعة أرض تابعة لأملاك الدولة بمعتمدية الهوارية حيث أقطن بما أن السيد الذي كان يستغلها على وجه الكراء أكد لي عدم رغبته في إعادة تسويغها، فاتصلت بالمسؤولين المحليين وعبرت لهم عن رغبتي بتسويغ هذه الأرض قصد بعث مشروع فلاحي بما أنه استحال عليّ وجود عمل آخر وفي هذه الفترة كانت كل الإجابات متشابهة مثل «عندك أشكون» و«شوف ولدي نجمو نكريوولك الأرض لكن شوف اشكون يتكلم عليك» و«راهو لازم تدفع...»الخ... ثم جاءت الثورة، ثورتنا ثورة الكرامة ثورة الخبز والعيش الكريم كل هذه الشعارات دفعتني إلى عقد آمال كبيرة، فعاودت الكرة وراسلت من جديد الإدارات والمصالح التابعة لأملاك الدولة طالبا منهم تمكيني من تسويغ قطعة الأرض هذه لكن تغيرت الإجابات الآن فأصبحت من نوع «علاش أنت بالذات» و«هاو ثمة برشا بطالة كيفك علاش أنت تحب عليها ليك» و«يخي نكريو هالك وبعد نمشيو نبحثو»الخ...
وكانت هذه الإجابات من جل المكاتب التي طرقت أبوابها وأغلب الإداريين الذين اتصلت بهم،بل وأضف إلى ذلك تجاهلت الوزارة كل مطالبي حيث لم تعرني أي اهتمام ولم تجبني عن كل المطالب التي أرسلتها و مازاد الطين بلة أنها قررت كراء هذه القطعة عن طريق المزاد العلني وبالإشهار وذلك بالتحديد يوم 20 فيفري للقيام ببتة عمومية بمقر معتمدية الهوارية.
وفي 20 فيفري 2012 يوم البتة طبق هذا القانون بحذافيره وبأحسن طريقة بل وعلى مرأى ومسمع من العديد من متساكني الهوارية وبحضور السيد معتمد الجهة واثنين من موظفي الإدارة الجهوية لأملاك الدولة والسيد قابض المالية، إذ تقدم للبتة بعض الشباب من المعطلين عن العمل والذين لا دخل لهم ولا شغل طامعين في الحصول على هذه الأرض وكانت المفاجأة أن تقدم معنا شاب من متساكني الهوارية وهو غني أصرّ وألح على المشاركة في هذه البتة والحصول على قطعة الأرض هذه رغم محاولات كل من كان حاضرا من أولاد الجهة وحاولوا مشكورين ردعه وإقناعه بعدم مزاحمة العاطلين عن العمل بل وأفاد أمام الحضور أنه يرغب في تشييد منزل له ولعائلته لتمضية فصل الصيف وإن رغب أحدنا في الإشتغال في هذه الأرض وتعاطي أي نشاط فلاحي في بقية العقار فإنه مستعد للتنازل له شرط أن يختار هو القطعة التي سيبني عليها منزله أولا، وهنا تدخل السيد الموظف التابع لأملاك الدولة وأوضح له الصبغة القانونية للحصول على هذه الأرض إذ لا يمكن استغلالها إلا في تعاطي النشاط الفلاحي ولا يمكن بناء أو القيام بأي نشاط آخر.
وبعد هذه المناقشات العقيمة التي باءت بالفشل قررت الانسحاب من المزاد وكذلك فعل كل المتدخلين ماعدا هذا السيد الذي أصرّ إلى آخر لحظة على المشاركة وبما أنه لا يوجد سواه فإن البتة أجلت إلى أجل غير مسمى إلى هذه اللحظة ولكن يمكن أن تقرر في أقرب الآجال.
سيدي كل ما أرجوه الآن هو أن تتخذ خطوة جريئة لحل مشكلتي هذه، فإما أن أحصل على قطعة الأرض هذه عن طريق المراكنة وذلك لمدة طويلة تتجاوز الخمسة عشر عاما كي يتسنى لي بعث مشروع وذلك بعد دراسة وضعيتي والتحقق من أني أستحق هذا الإجراء أو الإعلان عن تاريخ بتة أخرى لكن شرط ألا يشارك فيها إلا المعطلون عن العمل والذين ينوون استغلالها لبعث مشروع فلاحي.