ما يزال موقع الرياضة النسائية في تونس محل تجاذبات كبرى وردود فعل متباينة ما بين وضعية فرق الديكور الرازحة تحت «استغوال» كبرى جمعيات رياضة الرجال في مستوى الدعم وبين ظاهرة فاعلة رغم الصعوبات الكبرى التي تتخبط فيها.
«الشروق» بحثت في المسألة عبر هذا التحقيق انطلاقا من طرح التساؤل التالي ما هو واقع وافاق الرياضة النسائية في المشهد الرياضي وما هي أبرز العراقيل التي تكبل هذه الرياضة التي ترفع الراية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية.
مليكة غرس الله أستاذة رياضة بالمدرسة الإعدادية الفرابي التقيناها بقاعة الفطناسي ببنزرت بصدد الاستعداد للانطلاق في متابعة مباراة كرة سلة ذكور وصفت حال الرياضة النسائية في تونس بالديكور وقد اعتبرت محدثتنا أن من كبرى العوامل المفسرة لهذه الوضعية تقلص الدعم المادي للنوادي والفرق النسائية رغم انضوائها في كبرى الجمعيات الرياضية في تونس.
اضمحلال الجمعيات...
في سياق متصل بالمسألة أفاد أستاذ الرياضة والممرن بفريق نجم حلق الوادي ذكور «عماد الدين الشكي» أن حضور الجمعيات النسائية في تونس أخذ في التراجع خلال السنوات الأخيرة لأسباب عديدة منها قلة الدعم مضيفا أن من الحلول تحفيز مبادرات بعث جمعيات مستقلة وتوفير ذات الحوافز لمختلف الرياضات حتى لا ترتفع قائمة من يتهدده الاندثار من هذه الفرق على غرار الزيتونة الرياضية والهلال الرياضي أما السيد «علي جبالية» ممرن فريق الشبان فتيات بنزرت كرة السلة اعتبر أنه رغم كثرة الصعوبات التي تعترض هذه الرياضة ولا سيما في صنف الشبان منها من حيث التدريب وعدم أهمية التشجيعات المادية فإنها حاضرة باستمرار وبفاعلية على الساحة الرياضية ولا يمكن أن نصنفها بالديكور السيدة «سلوى ميهوب» رياضية منذ 35 عاما ولاعبة سابقة في نادي فتيات بنزرت لكرة السلة كبريات اعتبرت أنه لا يمكن وصف حضور الرياضة النسائية بالديكتور رغم النقائص الجمة المنتعلقة مثلا ببنية تحتية ملائمة.
الإعلام في قفص الاتهام...
حظوظ النوادي والفرق النسائية في المسابقات الرياضية والتغطية الإعلامية من المسائل التي توقفت عندها عدد من الرياضيات والطالبات في ذات الاختصاص منها الآنسة هدى دعلول طالبة سنة أولى رياضة بالمعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بقصر السعيد حيث اعتبرت أنه بمعزل عن نقص التجهيزات والوسائل الضرورية لتعاطي الرياضة لهذا الصنف من الفرق فإن تقلص فرص التباري والتسابق إضافة إلى تغييب الإعلام لتغطية أنشطة الفرق النسائية عوامل أخرى يجب تدارسها.
وفي تغطية إعلامية عادلة بين كل الفرق أما الطالبة «بثينة بن ميهوب» سنة أولى رياضة أفادت أن الافاق تظل رحبة وإيجابية رغم كثرة العراقيل وأن من العوامل التي تعدل حظوظ مثل هذه الرياضة على الساحة في تونس تبدل في عقلية ونظرة النساء أنفسهن لحظوظهن وانتزاع أحد أوجه المساواة.
مسألة تواصل تعاطي عدد من الرياضيات أصناف من الرياضات بدافع الغرام أمام الصعوبات من المسائل التي أثارتها كل من اللاعبتين «يسر النفاخي» و«سيرين أوقيست امي» عن نادي فتيات بنزرت كرة سلة.
وكان السيد عبد اللطيف التركي رئيس جمعية بريد بنزرت لكرة القدم وصف واقع حال الرياضة النسائية في تونس بالديكور بعد أن تم توظيفها كمجمل للشأن السياسي مع الفترة المنقضية وأضاف محدثنا أن من وجوه الحل تفعيل القوانين ومنها القانون الداخلي لعام 2004 حتى يتم على أحسن وجه تحضير الكفاءات الشابة بالنوادي لمنتخب السيدات والنظر في الوضعيات التي تتخبط فيها عدة نواد وفرق من حيث وجود أرضية صلبة لا تساعد على حصد نتائج هامة.
وكنا قد حملنا مختلف هذه التساؤلات للسيدة «فاتن الزوالي الورتاني» مندوبة الرياضة المدنية النسائية بالجهة حيث اعتبرت أن مهام المندوبية رفع وتبليغ مشاكل الجمعيات المدنية إلى الوزارة وأنه تبقى من المقترحات هنا مراجعة أو بالأحرى استشارة هذه الأخيرة حول الوضعية الإدارية للجمعيات ومحاسبتها عند نهاية كل موسم رياضي حتى يتسنى ضمان حق الرياضة النسائية في هذه المنح.
كما يجب رفع يد البلدية عن المنشآت الرياضية ومنح صلوحية الصيانة وغيرها من إجراءات التدخل للوزارة المعنية.
وأضافت المتحدثة أنها كرياضية تبقى من الإجراءات الفاعلة من وجهة نظرها حتى تتغير وضعية الرياضة النسائية في تونس رغم عدم اختلاف نوعية الصعوبات في بعض الأحيان بين الفرق إناث ذكور تطببيق القوانين التي صدرت لصالح هذه الرياضة من حيث مجانية استغلال الفضاءات والتمتع بالمنح المخصصة لها وفتح الآفاق أمام إمكانية إدماج الكفاءات النسائية في التسيير والتمرين داخل الجمعيات الرياضية النسائية.