حذر المجلس الانتقالي الليبي من إفلاس المصرف المركزي الليبي بسبب التجاوزات الكثيرة التي حصلت عند صرف مكافآت للمسلحين من الثوار والتي بلغت حتى الآن حوالي مليار و 800 مليون دينار ليبي. أشار المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي محمد الحريزي إلى عمليات تزوير وخروقات كثيرة وصلت إلى ملايين الدنانير صرفت لغير مستحقيها ولا علاقة لهم بالثوار».
مكافآت
وقال «ربما منهم من كان يحارب ويقف في صف ضد الثورة».
وكان صرف هذه المكافآت قد تسبب في اشتباكات مسلحة بين الثوار في عدد من المدن إلى جانب قيام المحتجين منهم بإغلاق الشوارع والطرقات وطالب الحريزي الثوار بالوقوف إلى جانب المجلس لوقف هذا النزيف في الأموال...وقال إن مصرف ليبيا المركزي يكاد يعلن إفلاسه بسبب هذه التجاوزات.
ولفت إلى أن التعليمات صدرت بوقف صرف المكافآت مؤقتا إلى أن يتم تنظيم الأمور وفق قوائم معتمدة من المجالس العسكرية ومن المجلس المحلي لكل مدينة. ودعا الحريزي الثوار إلى عدم استخدام السلاح للحصول على حقهم وأن تكون مطالبهم بالطرق المشروعة ويذكر أن المصرف المركزي الليبي أصبح يعاني عجزا في توفير السيولة للمصارف التجارية مما دفعه إلى تحديد سقف لعمليات ولسحب الشهرية بقيمة ألفي دينار.
ويتوقع أن يتضاعف سقف السيولة مع شروع المصرف في أفريل الجاري في تنفيذ قرار المجلس الانتقالي بمنح كافة الأسر الليبية مبلغ ألفي دينار مع إضافة مائتي دينار لكل طفل مدرج مع العائلة والتي قدرت في مجملها بأكثر من ثلاثة مليارات دينار. مطاردة كأتم أسرار القذافي
على صعيد آخر أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس أن الحكومة الليبية تطارد أقوى مساعدى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والذي آنفق مليارات الدولارات على الاستثمارات ولعب دور الوسيط بين نظامه وإفريقيا وفرنسا.
وقال الصحيفة إن بشير صالح بشير المسؤول عن صندوق الاستثمار السابق في إفريقيا اختفى بعد فترة قصيرة في انهيار نظام القذافي مع أسراره ويعتقد البعض أنه موجود في إفريقيا فيما يصر آخرون على أنه يختبئ في باريس تحت حماية حلفائه الأقوياء.
وأضافت أن العثور على بشير سيكون المفتاح للعثور على ما يصل إلى 7 مليارات دولار من الأموال الليبية المفقودة يعتقد مسؤولون ليبيون أنه وضعها في حسابات مصرفية واستثمارات غامضة فيما يرى مسؤولون ليبيون آخرون كبار أنه قد يساعد أيضا في الكشف عن علاقات النظام السابق في طرابلس والمؤسسة السياسية الفرنسية.
ونسبت الصحيفة إلى عبد الحميد الجادي المصرفي الليبي الذي يعمل مع المسؤولين الحكوميين لتعقب الأصول الليبية المفقودة قوله إن بشير هو الشخص الوحيد في ليبيا الذي يعرف كل التفاصيل عن استثمارات ليبيا في إفريقيا... ونحن بحاجة ماسّة إليه.