كل عام وأنت حبيبتي هذه هي الكلمات الاربع... التي سألفّها بشريط من القصب وأرسلها اليك ليلة رأس السنة كل البطاقات التي يبيعونها في المكتبات لا تقول ما أريده... * «نزار قباني» ككل عام... وككل بداية لسنة ادارية جديدة لا نستطيع إلا أن نحلم زمن اغتيال الاحلام والأمنيات... لقد سقطت «بغداد» التاريخ واجتاحت الفوضى مدينة الرشيد وفلسطين كعادتها مازالت تنام على رصاص لتستيقظ على جثث جديدة. ككل عام... وككل بداية لسنة غربية جديدة يحزم الشعراء أوراقهم وفي المقاهي وفي الحانات وبين جدران بيوتهم يعدّون برامج سنتهم الجديدة فيحلمون بنص أروع تتكاثف فيه الاسئلة فتتشكّل الاضافة الفنية وتزهر القصيدة في قلوب الآخرين لتمطر محبة فيتبدّد الحقد ويرحل من النفوس الكبيرة الفسيحة المؤمنة بالكلمة زمن الكفر بها. ككل عام... وككل يوم جديد من أيام سنة جديدة يتوق الشعراء الى أن يصبح هذا الكتاب هدية العاشق لمعشوقته فيكون كالماء والهواء أو هو الخبز اليومي الذي نحيا به ونغمسه في زيت الوقت فتنفتح كل ثنايا الظلام فتتدرّج نحو ذاك العالم البكر نسلبه ونوزع خيرات معرفته على الجميع الشقي والنزق والصالح والبار. هي الكتابة لا تعترف بالثبات ولا تقف عند شرخ أحلامنا واهتراء الواقع فلا نملك غير أن نطلّ على أوطان نرسمها بكلماتنا فنحيل آلامنا الى أفراح ونحوّل نكباتنا الى مسرات نتحلق حولها وننشد أحلى قصائدنا. إننا كما كنا نتوق الى قارئ جديد يلتهم الكتاب ويسافر بين حروفه فتتحوّل منتدياتنا الثقافية الى خلايا نحل تعجّ بالحضور أزمنة تطليق مقاعدها. ككل سنة جديدة... وككل مطلع فجر منها مازال الشعراء يتوقون الى الحرية أصل كل كتابة وغاية لها إذ بها يثمر العطاء وتزهر الافكار وتنتشر المعرفة سلاح الجميع ضد الجهل والفقر والاستعمار... سنة جديدة... شعراء كتّاب مثقفون ومواطنون يبتهلون لذاك الوجود الرحب ويدعون سرا وعلانية: الشعر للجميع... والحرية مدخل الانسان وغايته في الحياة... نص رائع... قارئ عاشق... عراق عربي ديمقراطي ووطن فلسطيني حر... فليس لنا غير «الكلمة» وإننا بها نفتح أبواب الحياة لنكتب ضد الظلام والقوة والجهل أو هي الكتابة فاتحة كل حضارة تريد لنفسها أن تكون ذاكرة في التاريخ وحقيقة ضد أوهام النسيان والتوحش: «ناب الخنزير يشق يدي ويغوص لظاه الى كبدي ودمي يتدفق ينساب لم يغد شقائق أو قمحا لكن ملحا. «عشتار»... وتخفق أثواب وترفّ حيالي أعشاب