شلل تام عم كامل يوم امس مدينة منزل كامل من ولاية المنستير بعد ان سد الأهالي كل المنافذ المؤدية الى داخل المدينة على خلفية عدم استجابة الحكومة الحالية الى مطالبهم الشرعية المتعلقة بنشاطهم في تجارة قطع الغيار المستعملة والموردة من الدول الاوروبية.
فالشوارع الرئيسية بدت مقفرة والدكاكين مغلقة والمدينة شبه غائبة عن الوجود والأهالي توزعوا على مختلف مداخل المدينة وسدوها بالعجلات المطاطية والحجارة واللافتات وأغصان الاشجار التي أشعلوا في بعضها النيران لمنع الشاحنات والسيارات من دخولها ولعل مدخل المدينة من الجهة الغربية وتحديدا على مستوى تقاطع السكة الحديدية القريب من الطريق الوطنية رقم 1 شهد اكبر تجمع للأهالي باعتبار شل حركة المرور وإجبار القطار القادم من تونس في اتجاه صفاقس على التوقف في ظل تواجد مكثف لأعوان الحرس الوطني.
عصيان مدني
المواطنون الموجودون على عين المكان تعاملوا مع الوضع بكل هدوء ومدوا المسافرين بقوارير الماء قبل ان تحل ثلاث حافلات وتقلهم الى مدينة الجم لمواصلة الرحلة بعد اكثر من اربع ساعات من الانتظار هؤلاء المواطنون اكدوا ل«الشروق» ان الحكومة اجبرتهم على الدخول في حالة من العصيان المدني المفتوح بعد ان تناست مطالبهم وتجاهلتها وماطلت اعضاء الغرفة النقابية الوطنية لتجار قطع الغيار المستعملة في اكثر من مناسبة ونقضت كل الاتفاقيات المبرمة بين الاطراف المتفاوضة بشان اعداد كراس الشروط الذي ينظم المهنة ويحمي آلاف العمال الذين يشتغلون في القطاع وللإشارة فان مدينة منزل كامل التي يوجد عدد كبير من سكانها في فرنسا زاولت نشاط هذه التجارة منذ عدة عقود وكانت محل استقطاب لعدد كبير من الاشقاء العرب الذين كانوا يفدون اليها لشراء محركات او قطع غيار غير متوفرة في الدكاكين وبأسعار مناسبة ودون تعطيلات.
مماطلة وتجاهل
وفي حديثه للشروق اكد السيد محمد الحاج منصور رئيس الغرفة الوطنية النقابية لتجار قطع الغيار المستعملة ان الحركة التي نفذها الاهالي جاءت بعد استيفاء جميع الحلول الممكنة وغير الممكنة بعد اكثر من سنة على ثورة 14 جانفي وعلى حوارات ونقاشات لم تفض على ما يبدو الى الوصول الى اتفاق رسمي يضع حدا للجدل القائم بين المهنيين ووزارة الصناعة و التجارة ويرضي جميع الاطراف محدثنا قال صراحة انهم لم يجدوا اذانا صاغية من الحكومة الحالية التي ترفض مقابلتهم وتتجاهل مراسلاتهم وتريد الالتفاف على القرارات السابقة التي امضوها مع حكومة السيد الباجي قائد السبسي التي استمعت الى مشاغلهم ووعدتهم بتسوية الوضعية بشكل نهائي كما اضاف انه من غير المعقول ان يتم الترفيع في تسعيرة الكيلوغرام الواحد من السلع الموردة من خمسمائة مليم الى دينار ثم الى دينارين وعلى بضاعة هي موجودة في الميناء منذ مدة طويلة ولم يخف السيد محمد الحاج منصور امتعاضه مما يحصل على مستوى الديوانة من محسوبية ومعاملات وخوفه من تصعيد الوضع في صورة عدم استجابة اهل القرار لمطالبهم التي هي مطالب شرعية وتهم عديد المنتفعين بعدة مدن اخرى جاء بعضهم الى مدينة منزل كامل لمساندة بعضهم البعض من اجل الوصول الى حلول عاجلة ونهائية.