أدى رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي صباح أمس الاربعاء 11 أفريل 2012 زيارة إلى معبد «الغريبة» اليهودي وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لحادثة «الغريبة». وقد تمثلت هذه الحادثة في انفجار أودى بحياة أربعة تونسيين و17 بين فرنسيين وألمان. ويعود تاريخها الى 11 أفريل 2002. المرزوقي كان برفقته في هذه الزيارة كل من سفيري فرنسا وألمانيا بتونس والوزير المستشار عزير كريشان ووالي مدنين. الزيارة تمت تحت حراسة أمنية مشددة. ومنذ حلوله بمنطقة الرياض بجربة حيث يوجد معبد الغريبة، نزل المرزوقي من سيارته ليتجه مشيا نحو المعبد على مسافة تقارب الكيلومتر الواحد. وفي طريقه شاهد مجموعة من التلاميذ الواقفين أمام المدرسة الاعدادية بالجهة فاتجه اليهم وقام بمصافحتهم. وعلى اثر وصوله الى المعبد كان في استقباله عدد من الجالية اليهودية بجربة على رأسهم بيرص طرابلسي رئيس الطائفة اليهودية بجربة والذي رافق المرزوقي في جولة بمختلف أركان المعبد وقد مارس المرزوقي مختلف الطقوس التي يقوم بها كل زائر الى المعبد على غرار تغطية الرأس ونزع الحذاء حيث قام بوضع شاشية على رأسه على امتداد كامل زيارته للمعبد. وبعد خروجه من المعبد ألقى رئيس الجمهورية كلمة باللغتين العربية والفرنسية أكد فيها على أن حادثة الغريبة تعتبر ذكرى أليمة جدت في عهد حكومة الاستبداد وأن حضوره في هذه الذكرى هو للترحم على الضحايا الأبرياء وعبر عن أسفه لما حدث وأكد على أن كل التونسيين يرفضون كل أشكال العنف قائلا « لا شيء يبرر منطق الانتقام» مضيفا « لا نقبل أي تمييز ضد المواطنين اليهود وأي تعد عليهم هو تعد على كل التونسيين ونحن ندين بكل وضوح كل الأعمال والأقوال التي تمس اليهود». وأكد على أن كل التونسيين يرفضون الخلط بين الايديولوجيا السياسية وبين ديانة يحترمها جميع التونسيين. وعلى المستوى الدولي قال «نحن ندين أي عمل ارهابي يمس أي شخص» وعبر عن استنكاره للاعتداء الذي تعرض له أطفال يهود بفرنسا مشيرا أنه سيقوم خلال الأيام القادمة بتوجيه الدعوة لعدد من الأطفال من يهود تونس لزيارة قصر قرطاج.
وبعد كلمة المرزوقي ألقى كبير أحبار الجالية اليهودية بتونس حاييم بيدام كلمة توجه فيها بالشكر لرئيس الجمهورية على الزيارة التي قام بها لمعبد الغريبة اليهودي كما أكد على أن الديانتين الاسلامية واليهودية ترفضان كل أشكال قتل النفس البشرية دون ذنب وقال في هذا الاطار: «ان الدين اليهودي والدين الاسلامي يشتركان في اعتبار أن قتل النفس بغير حق هو قتل للانسانية واحياء نفس هو احياء للبشرية». كما ذكر أن كل اليهود في تونس يعيشون كسائر كل التونسيين. ومن جهته تحدث رئيس الطائفة اليهودية بجربة بيرص طرابلسي عن أهمية الزيارة التي أداها المرزوقي الى جربة مؤكدا على أنها أول زيارة يقوم بها رئيس دولة الى «الغريبة». وقد أنهى رئيس الجمهورية زيارته بلقاء عائلات الضحايا وهم طارق طنيش ابن المرحوم غومة طنيش وعون الأمن سامي العماري ابن الضحية المرحوم الهادي العماري وفاطمة طنيش زوجة الضحية المرحوم عمر طنيش وسفيان الفاطمي ابن الضحية المرحوم محمد كمال الفاطمي. وقد تحدث سفيان عن هذه الذكرى مشيرا الى أن عائلته تقوم سنويا بزيارة المكان الذي جدت فيه الحادثة مؤكدا أن والده المرحوم محمد كمال كان برفقة عدد من السياح بصدد القيام بجولة في الغريبة بحكم عمله كدليل سياحي لكن هذه الرحلة انتهت بمقتل والده وعدد من السياح الذين كانوا معه. سفيان كان يتحدث بكثير من الألم والحسرة.