أكدت موسكو أمس أن عددا من سفنها الحربية سترابط باستمرار في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية وذلك تزامنا مع إقرار الموفد العربي الدولي كوفي عنان بنجاح جزئي لوقف إطلاق النار في الشام. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الروسية، إن سفن الاسطول الحربي الروسي سترابط باستمرار في البحر الابيض المتوسط، بالقرب من السواحل السورية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفستي عن المسؤول الروسي قوله : حاليا ترابط بالقرب من السواحل السورية سفينة الحراسة (فرقاطة) «سميتليفي» التابعة لاسطول البحر الاسود الروسي وفي ذات السياق , سيتخذ في شهر ماي المقبل قرارا بضرورة استمرار مرابطة سفن الاسطول الحربي الروسي بالقرب من السواحل السورية. وسوف تحل سفينة اخرى من اسطول البحر الاسود محل «سميتليفي» في شهر ماي القادم». الروس يرابطون في سوريا واشار المسؤول الى انه يجري حاليا تهيئة عدة سفن للتوجه الى البحر الابيض المتوسط «يمكن أن تكون بينها سفينة الحراسة «بيتليفي» او احدى سفن الانزال الكبيرة. ولا يستبعد احتمال ارسال قطع من اسطول البحر الاسود الى هذه المنطقة». ويرى مراقبون أن موسكو تبرق رسائل سياسية مهمة إلى عواصم العالم أجمع مضمونها أنها لن تتخلى عن القيادة السورية مهما كانت التكاليف وجوهرها أيضا أنها قد تعتمد الخيار العسكري في حال وجدت نفسها مضطرة إليه. وفي سياق متصل بالملف السوري , أعلن موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفى عنان، أن على القيادة السورية السماح بإقامة «ممرات إنسانية»، حسبما أفاد المتحدث باسمه أحمد فوزي. وضع غير مثالي وأضاف فوزى أن «عنان مدرك أن الوضع ليس مثاليا في هذا البلد في الوقت الحالي.. هناك معتقلون يجب الإفراج عنهم ولا بد من إقامة ممرات إنسانية»، مذكرا بأن أكثر من مليون شخص هم بحاجة إلى مساعدات غذائية فى سوريا بحسب الأممالمتحدة. وقال إن «فريقا تمهيديا من مراقبي الأممالمتحدة مستعد للتوجه إلى سوريا، حيث يحظى وقف إطلاق النار «باحترام نسبي» بالرغم من استمرار وجود القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة فى المراكز السكانية»، على حد قوله. وأبلغ فوزي أن الفريق سيمهد الطريق أمام بعثة كاملة مكونة من 250 مراقبا على الأرض في حالة ما إذا منح مجلس الأمن موافقته كالمأمول عند اجتماعه في وقت لاحق لافتا إلى أن البعثة كاملة ستساعد فى الحفاظ على السلام «في حال استمر وقف إطلاق النار وتحول إلى وقف حقيقى للأعمال القتالية»، مستطردا أن هناك حاجة أيضا للحصول على موافقة سوريا على دخول البعثة الأممية. بدوره , أعلن مستشار موفد الأممالمتحدة كوفي عنان أن سوريا التي تعاني من أعمال عنف منذ أكثر من سنة في حاجة ماسة إلى مساعدة إنسانية مكثفة. وأورد الضابط النرويجي روبرت مود أن وقف إطلاق النار يبدو محترما مع شيء من التحفظ ومن المقلق أن نرى معلومات غير مؤكدة بشأن أعمال العنف في حمص والمنطقة الحدودية لكن الانطباع العام يصب في خانة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار.