وصل أمس أسطول روسي ضخم إلى السواحل السورية في رسالة سياسية وعسكرية من موسكو إلى كافة الأطراف الدولية فيما دعا تقرير بعثة المراقبين العرب إلى استكمال مهامهم في سوريا متهما النظام والمعارضة بالسعي إلى «دمغجة» المبعوثين العرب . أكد مصدر ديبلوماسي عربي اطلع على التقرير الذي قدمه الفريق السوداني محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب الى سوريا ان التقرير يدعو الى مواصلة عمل البعثة ويشير الى «مضايقات» حصلت من قبل النظام والمعارضة على حد سواء. مضايقات من هنا وهناك وأشار المصدر الى ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي تسلم من الدابي نسخة من التقرير قبل بدء الاجتماع وجاء فيه ان مراقبي البعثة تجولوا في معظم المناطق السورية وان هناك مضايقات تعرضوا لها من قبل الحكومة السورية ومن قبل المعارضة وان كل طرف يريد ان يقنع البعثة بأنه على حق وان هناك انتهاكات من الطرف الاخر، وان هناك صورا لآليات عسكرية على أطراف المدن ولمظاهرات يطلق فيها الرصاص، اضافة الى صور لقتلى وانتهاكات مستمرة في مجال حقوق الانسان. وعقدت اللجنة العربية المكلفة الملف السوري أمس الاحد اجتماعا خصص للاستماع الى تقرير قدمه رئيس بعثة المراقبين العرب الى سوريا محمد احمد مصطفى الدابي ، وتضمن النتائج التي حققتها البعثة حتى الآن. انقسام عربي وفي ذات السياق , قالت مصادر مطلعة على سير اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالشأن السوري إن هناك انقساما بين المشاركين بشأن إشراك الأممالمتحدة في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا. وأشارت إلى أن الاجتماع شهد انقساما في المواقف بشأن عمل بعثة المراقبين التي تراقب منذ 10 أيام مدى التزام سوريا بخطة الجامعة العربية. وأوضحت أن «البعض يرى ضرورة تدعيم بعثة مراقبي الجامعة العربية بعناصر من الأممالمتحدة نظرا الى ضعف خبرة أعضاء البعثة العربية، وتقود هذا التيار دولة قطر، وتيار آخر يرى دعمها بعناصر عربية أكثر خبرة، وتلعب الأمانة العامة للجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي دورا كبيرا في دعم هذا الخيار». ودعت اللجنة الوزارية النظام السوري إلى وقف كامل لإطلاق النار في سوريا مطالبة دمشق بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين . كما دعت إلى تقديم الدعم المالي والسياسي للبعثة العربية إلا أنها لم تطلب خبراء من الاممالمتحدة للمشاركة في بعثة المراقبين العرب . وأشارت إلى إن «أعضاء اللجنة العربية أجمعوا على ضرورة تعاون النظام السوري الكامل وبشكل شفاف مع البعثة العربية وتنفيذ بنود المبادرة العربية بشكل دقيق باعتبار أن هذه المبادرة الخيار الأفضل لحل الأزمة والحفاظ على كيان الدولة السورية ويبعد شبح التدويل، مع التأكيد على أن البروتوكول وسيلة لتنفيذ المبادرة وليس هدفا في ذاته». فيما أكد أغلب أعضاء اللجنة على «ضرورة استمرار عمل البعثة مع ضرورة تلافي الأخطاء وتطوير أدائها وتعزيزها من خلال إشراك عناصر جديدة ذات كفاءة، فيما اقترح البعض أن تكون من الأممالمتحدة». وقالت المصادر إن «سوريا سوف تعترض على إدخال أي أجنبي ضمن البعثة مما قد يتم التغلب عليه من خلال مشاركة العناصر العربية في الأممالمتحدة وأن يتم الاكتفاء بتدريب أعضاء البعثة العربية على يد الخبراء الأجانب في الأممالمتحدة خارج الأراضي السورية، لأن البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية وسوريا ينص على مراقبين عرب فقط». وأضافت أن «الأزمة سوف تطول لأسباب عديدة أبرزها تعقد الواقع السوري، فمن ناحية الوضع الداخلي الجيش السوري مازال حتى الآن منحازا للنظام ولم يقف على الحياد مثلما حدث في تونس ومصر إضافة إلى أن المعارضة ضعيفة ومنقسمة ولايوجد على الأرض قيادة قوية يمكن للمعارضة الالتفاف حولها، كما أن زخم الثورة لم يصل إلى العاصمة السياسية دمشق والاقتصادية حلب». أسطول روسي في هذه الأثناء , قال ناطق باسم السلاح البحري في وزارة الدفاع الروسية امس إن حاملة الطائرات الروسية والسفن الثلاث والقاطرة وناقلة الوقود المرافقة لها قامت بزيارة العمل لميناء طرطوس السوري». ودخلت كل من سفينة «الاميرال تشابانينكو» المضادة للغواصات وسفينة خفر السواحل «لادني» وناقلة الوقود «لينا» ميناء طرطوس مباشرة. اما حاملة الطائرات «الاميرال كوزنيتسوف» والقاطرة «نيقولاي تشيكير» فبقيتا راسيتين في الرصيف الخارجي للميناء. وستغادر السفن الروسية المياه السورية بعد استكمال عملية التزود بالاحتياطيات لتواصل أداء مهام الرحلة البحرية بعيدة المدى. وقيل في إحدى الروايات، إن مهمة البوارج الروسية المتوجهة إلى البحر المتوسط حماية سوريا من التدخل العسكري الأجنبي المحتمل.