حذّرت موسكو أمس الغرب من توجيه اي تهديد أو إنذار إلى سوريا بينما يعدّ مجلس الأمن الدولي بيانا حول الازمة التي تشهدها دمشق التي رفضت ربط انسحاب قواتها من المدن السورية بمهلة زمنية. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في مؤتمر صحفي إن روسيا يمكن أن توافق على وثيقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا إذا كانت تساهم في تطبيق خطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي عنان.. تأكيد روسي وأضاف ان الحكومة السورية أخذت هذه المقترحات في الاعتبار وبدأت في تطبيقها ومن المهم جدّا الآن عدم تقويض هذه الاجراءات بانذارات وتهديدات معبّرا عن اسفه لأن هناك من يريد ذلك. وقال لافروف ان موسكو يمكن أن تصوّت على بيان مجلس الامن الدولي في حال لم يتضمن انذارات. وتابع: إننا ننطلق من قناعتنا العميقة، بأن أية خطوة تتخذ إزاء الملف السوري يجب أن توجه نحو انجاح مهمة المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية. وأوضح قائلا: مع الاسف هناك الكثير من الراغبين في إصدار الانذارات والتهديدات... وقد ذكرنا اجتماع أصدقاء سوريا ففي الوقت الذي يصرّ فيه كوفي عنان على أن الحكومة والمعارضة يجب أن تسحب قواتها من المدن نسمع من اسطنبول بيانات تحث المعارضة على اتخاذ خطوات أخرى. ومضى قائلا: عندما ننظر في الاقتراحات التي تعرض علينا ننطلق من مبدإ يقول إياك والأذى... ويستحسن أن نصوغ حلاّ وسطا يناسب الجميع ويهدف الى المساعدة على تطبيق خطة عنان». واستطرد قائلا: سنتابع تطوّر الاحداث لأن القرار ليس بيدنا فقط... أما الانذارات الأخيرة فيمكن ان تتسبب في تصعيد الوضع وزيادة التوتر. وفي سياق متصل قال مصدر عسكري روسي أمس إن سفينة الخفر «سيتليفي» التابعة للاسطول الروسي في البحر الأسود ستقوم بمهمة قرب شواطئ سوريا حتى ماي المقبل مشيرا الى تواجد العديد من السفن الحربية التابعة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلدان آخرى في هذه المنطقة بعدما تفاقم الوضع في سوريا في فيفري عام 2011. انسحاب من جهة أخرى، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم الوسيط الدولي كوفي عنان أمس إن السلطات السورية أبلغت عنان بأنها بدأت في سحب قوات من ثلاث مناطق هي درعا وإدلب والزبداني. وقال فوزي ايضا إن هناك طلبات في الوقت الحالي من دول أعضاء بالامم المتحدة بأن تشارك في قوات في مهمة مراقبة وقف اطلاق النار المقرر أن تبدأ في سوريا بعد العاشر من أفريل. ومن المنتظر ان يصل فريق طليعي أوفده عنان الى دمشق أمس لبحث نشر أفراد مهمة المراقبة والذي يتطلب قرارا من مجلس الامن الدولي. وفي هذا الاطار أفاد مسؤول سوري أمس إن إتمام انسحاب الجيش من المدن السورية ليس مرتبطا بمهلة زمنية موضحا أن موعد العاشر من أفريل الذي ورد ذكره الاثنين الماضي في مجلس الأمن لا يرتبط بهذه العملية بل «بمدى التزام الأطراف الأخرى» بتنفيذ الخطة.