خرج أمس مئات آلاف المصريين في تجمع حاشد بميدان التحرير وسط هتافات تدعو الى «حماية الثورة» وتحذر من عودة النظام المصري السابق. احتشد مئات الالاف من المصريين ظهر أمس الجمعة في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة للمشاركة في جمعة «حماية الثورة» التي دعت اليها العديد من القوى السياسية، على رأسها جماعة الاخوان المسلمين والتيار السلفي، بهدف التصدي للمحاولات التي تسعى إلى اجهاض الثورة، على حد قولهم. ويواصل المتظاهرون، الذين يُقدَّر عددهم بحوالي ربع مليون شخص غالبيتهم من المنتمين لتيارات الإسلام السياسي (الإخوان المسلمون والسلفيون والجماعة الإسلامية)، التوافد إلى الميدان على شكل مسيرات انطلقت عقب صلاة الجمعة من مساجد «الاستقامة» في ميدان الجيزةجنوبالقاهرة و«الخزندار» في حي شبرا شمال العاصمة و»الفتح» في ميدان رمسيس المواجه لمحطة القطارات المركزية. واعترض المشاركون على ترشح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق لانتخابات الرئاسة المقررة في الثالث والعشرين من شهر ماي المقبل. وردد المتظاهرون هتافات ضد سليمان مطالبين بسجنه وعدم عودته للمشاركة في الحياة السياسية. وجاب متظاهرون الميدان حاملين نعشا كتب عليه «عمر سليمان وإسرائيل إيد واحدة». وأدى المتظاهرون شعائر صلاة ظهر الجمعة في إطار فعاليات المليونية التي بلغت ذروتها ظهر الجمعة. وكان الالاف توافدوا على التحرير، رمز الثورة الشعبية التي اطاحت بنظام مبارك في فيفري 2011، منذ صباح الجمعة للمشاركة في المليونية. وشيد المتظاهرون منصتين رئيسيتين في الميدان، وضعت اعلاهما مكبرات الصوت. ومنذ الصباح، شوهدت جماعات متفرقة من المتظاهرين وقد دخل كل منها سجالات سياسية استعدادا لانطلاق فعاليات المليونية التي من المتوقع أن تصل ذروتها عقب صلاة ظهر الجمعة. وانتشرت اللجان الشعبية على مداخل الميدان وفي أنحاء متفرقة منه تحسبا لتسلل عناصر قد تفتعل مشاكل أو تثير فوضى، مثل البلطجية، فيما انتشر الباعة «الجوالون» وباعة الأعلام في أماكن عدة. ورفع أنصار الجبهة السلفية في مصر لافتة كبيرة تحمل صورا ل«شهداء» سقطوا يوم «جمعة الغضب»( 28 جانفي 2011) وفي أحداث مجلس الوزراء وكتب عليها «كلنا ضد الفلول»، فيما رفعت جماعة «أهل السنة والجماعة» لافتة كبيرة تقول «شرعية الميدان ثورة + برلمان». وفيما كان لترشح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة صدى سياسي كبير، فقد وجد ايضا حيزا كبيرا لدى المتظاهرين أمس الذين رفعوا كثيرا من اللافتات عليها صور لسليمان وكتب عليها «أعداء الثورة لن يحكموا مصر». وطالب المتظاهرون، الذين احتشدوا في ما يسمى «مليونية حماية الثورة»، بمعاقبة اللواء سليمان بتهمة قتل متظاهري الثورة المصرية استناداً إلى موقعه كمدير لجهاز الاستخبارات العامة ونائب للرئيس السابق خلال أحداث الثورة ما بين 25 جانفي و11 فيفري 2011. وفي سياق متصل، تظاهر عشرات الآلاف من أنصار الإسلام السياسي في محيط مساجد «القائد إبراهيم» في محافظة الأسكندرية، وعدد من المساجد والميادين الرئيسية في عدة محافظات أبرزها ميدان «الشون» في مدينة المحلة الكبرى وفي مدينة «المنصورة» في محافظة الدقهلية (شمال غرب القاهرة)، رفضاً لترشح سليمان للرئاسة.