تجمع أمس عقب صلاة الجمعة عشرات الآلاف من المصريين توافدوا على ميدان التحرير من مساجد القاهرة الكبرى ومن الميادين العامة، مرددين هتافات ضد المجلس العسكري، ولافتات تطالب بحماية الثورة وإلغاء قانون الطوارئ. شارك في المسيرات قوى سياسية وشباب ائتلافات الثورة، وكان لافتا حضور السلفيين في ميدان التحرير، مطالبين بإنهاء حكم العسكر وتسليم الحكم الى سلطة مدنية. إسترداد الثورة وأطلق منظمو المسيرات على مظاهراتهم اسم «مليونية استرداد الثورة»، محذّرين من أن العسكر يحاول الالتفاف على الثورة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «دقت ساعة الاضراب» و«لن نصمت يا مشير» و«هي ثورة والا انقلاب؟... لا لحكم العسكر» و«لن نعترف باسرائيل» و«لا لقمع الحريات» و«لا لقانون الطوارئ». وكانت لاءات المتظاهرين كثيرة ومتعددة أخذت شكل مطالب استحقاقات المرحلة. ونادى المتظاهرون بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وبرفض قانون الانتخابات الجديد، وتلبية مطالب العمال والموظفين المضربين والمعتصمين، ووضع جدول زمني لتسليم السلطة الى حكومة مدنية. وجدّد المتظاهرون مطالبهم بالعزل السياسي لاعضاء الحزب الوطني المنحل، وبتفعيل «قانون الغدر». ضدّ المشير وكان من أبرز شعارات المتظاهرين تلك المناوئة لرئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي ومنها: «يا مشير... يا مشير الشرعية للتحرير»، و«يسقط... يسقط حكم العسكر يا طنطاوي صحّ النوم النهارده آخر يوم...». وتوافد على ميدان التحرير العشرات من السلفيين وما يسمى «إئتلاف دعم المسلمين الجدد» وهي ائتلافات تضم المنتمين الى الجبهة السلفية. وعند مدخل ميدان التحرير انتشرت اللجان الشعبية بشكل مكثف لاستقبال المسيرات القادمة من مختلف مناطق القاهرة الكبرى ومن السويس، كما قامت اللجان بتفتيش الوافدين تحسبا لأي أعمال تخريبية يقوم بها مندسون أثناء المسيرات. وكان لافتا أيضا حضور الممثل خالد النبوي مرفوقا بالممثل الأمريكي شون بين. وكان المجلس العسكري الحاكم حذّر أوّل أمس من أي أعمال تخريب ومن أي تجاوز ضدّ وحدات القوات المسلّحة او معسكراتها أو المساس بالمنشآت المهمة. وأكّد أنه سيتم التعامل مع أي تجاوز بمنتهى الشدّة والحزم، محذرا من أن هناك من يعمل على تعطيل اجراءات التحول الديمقراطي. من جهة أخرى قاطعت جماعة الإخوان المسلمين و«الجماعة السلفية» مظاهرة الأمس، مما يكشف عن وجود انقسامات بين التيارات الاسلامية بالنظر الى مشاركة عشرات من السلفيين من «الجبهة السلفية». وفي سياق الاعتراض على قانون الطوارئ أعلن 6 من المرشحين المحتملين للرئاسة أول أمس انتهاء حالة الطوارئ اعتبارا من تاريخ ال 30 من سبتمبر، كردّ على تمسك المجلس العسكري بإبقاء حالة الطوارئ، وطالبوا في بيان مشترك بعدم إطالة الفترة الانتقالية دون مبرر وضمان اجراء الانتخابات الرئاسية ونقل السلطة قبل مارس 2012.