باحت انتخابات الجامعة التونسية لكرة اليد ظهر أمس الاحد بأسرارها وأفرزت فوزا ساحقا لقائمة كريم الهلالي منذ الدور الأول وهو السيناريو الذي توقعه عديد الملاحظين.
حصلت قائمة الهلالي في أعقاب عملية التصويت التي سيّرتها اللجنة العليا للاشراف على انتخابات المكاتب الجامعية على 47 صوتا (56٪) مقابل 27 صوتا لقائمة محسن جبارة و9 أصوات لقائمة علي فرحات وبذلك ضمنت الفوز منذ المرحلة الاولى ولم يتم اللجوء الى دور ثان للفصل بين المتنافسين وقد قوبل انتصار هذه القائمة التي ضمت 4 أعضاء من المكتب المتخلي هم كريم الهلالي (الرئيس الجديد للجامعة) ورضا المناعي ومراد المستيري وسمير بوعوينة اضافة الى 8 أعضاء جدد هم عبد القادر بودريقة ومحسن الماطري (الرابطة الوطنية) ومعاذ بن زايد وعلي العيادي وهادية بلحسين وعدنان العويان وليلى الزراع وعلي علولو، علما بأن الفترة النيابية لهذا المكتب الجديد ستتواصل لمدة 4 سنوات.
رقم قياسي
من جملة 89 جمعية منخرطة في الجامعة التونسية لكرة اليد حضرت الى الانتخابات 83 جمعية من كامل مناطق الجمهورية وهو رقم قياسي يؤكد اهتمام الأندية بمستقبل اللعبة ورغبتها في الاختيار وقول كلمتها مع الاشارة الى أن عددا من ممثلي الأندية القادمين من جهات بعيدة قضى الليلة في أحد النزل وقد تكفلت الجامعة بمصاريف الاقامة.
تهديدات
تلقى عضو الرابطة رضا كريم وبعض رؤساء الأندية خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد تهديدات خطيرة ترددت أصداؤها صباح أمس خلال الانتخابات. أصابع الاتهام توجهت الى أشخاص بعينهم قيل أنهم حاولوا التأثير على توجهات التصويت في اللحظة الاخيرة والتلويح بالأضرار بالمصالح الخاصة لبعض الرؤساء. هذه «الحادثة» لم تؤثر مع ذلك على عملية الاقتراع التي دارت في كنف الوضوح التام والشفافية بحضور ملاحظين عن القائمات وممثلي وسائل الاعلام الوطنية وجمهور غفير من الرياضيين المنتمين لعائلة كرة اليد.
الجنوب والأندية النسائية
صوتت الأغلبية الساحقة لأندية النخبة وعلى رأسها الأندية الكبرى أي الترجي والنجم والافريقي والمكارم والحمامات لصالح قائمة كريم الهلالي ولم تحصل القائمتان المتنافستان الا على بضعة أصوات ذهبت على الارجح لصالح قائمة محسن جبارة.
كما حصلت قائمة كريم الهلالي على أغلبية أصوات أندية اليد النسائية وأندية الجنوب وصوّت قسم هام من أندية الوطني «ب» لقائمة محسن جبارة التي استفادت من وجود بعض الأسماء التي تتحمل المسؤولية سواء في الرابطة الوطنية او في الرابطات الجهوية أو تحملت المسؤولية سابقا.
قائمة محسن جبارة حظيت أيضا بدعم الأطراف المناهضة للمكتب المتخلي. جغرافيا انحاز أغلب أندية تونس الكبرى وأندية الساحل والجنوب الى قائمة كريم الهلالي وصوتت أغلبية أندية الشمال الغربي لمحسن جبارة وقسم من أندية الوطن القبلي.
ماذا قال الرئيس الجديد؟
في تصريح خاطف ل«الشروق» قال الرئيس الجديد للجامعة كريم الهلالي أن أمام كرة اليد التونسية تحديات عاجلة أولها توفير ضمانات النجاح للمنتخب الوطني في مغامرته الأولمبية والوقوف الى جانب الأندية ودعمها أدبيا وماديا في هذه المرحلة الحسّاسة التي تتميز بصعوبات كبرى.
كريم الهلالي شدّد على أنه سيكون رئيسا لجميع الأندية حتى تلك التي صوتت ضده في الانتخابات فعائلة كرة اليد تبقى مترابطة رغم اختلافات أبنائها والتي لا ينبغي أن تخرج عن سياق الحوار الديمقراطي.
في ما يتعلق بالملفات المستقبلية قال رئيس الجامعة أن العناية بالتكوين القاعدي وجعل هيكل التحكيم محترفا بأتم معنى الكلمة واخراج اليد النسائية من عنق الزجاجة من المسائل التي ستكون على رأس الأولويات في المرحلة القادمة.
روح رياضية
تقدم ممثلو القائمتين الخاسرتين في الانتخابات بالتهاني الى الفائزين وقد هنأ محسن جبارة عددا من أعضاء قائمة كريم الهلالي على رأسهم مراد المستيري ودارت نقاشات ودية بين أعضاء قائمة علي فرحات والمنتمين لقائمة كريم الهلالي وهو أمر ايجابي بالطبع لأنه يعكس روحا رياضية عالية وقبولا بحكم الصندوق.
تقارير
أكد التقرير المالي الذي تمت المصادقة عليه في بداية الجلسة على المداخيل الطيبة التي حصلت عليها الجامعة والتي ناهزت مليارا و820 ألف دينار وذلك خلال الفترة الفاصلة بين 1 جويلية و31 ديسمبر 2011 فيما وصلت الديون الى 392 ألف دينار الى غاية 12/4/2011 وقد تضمن التقرير الإشارة الى مداخيل مستقبلية هامة جدا متأتية من قناة نسمة (240 ألف دينار) واتصالات تونس (140 ألف دينار) وحنبعل (20 ألف دينار) وشركة للمياه المعدنية (36 ألف دينار) اضافة الى 90 ألف دينار من مصادر مختلفة و52 ألف دينار من شركة (GAT) وتوجد كذلك بعض المبالغ من مصادر أخرى.
أما التقرير الأدبي فقد لخص حصيلة نشاط وانجازات المكتب الجامعي المتخلي وأبرزها قطعا فوز المنتخب لمرتين على التوالي ببطولة افريقيا للأمم وترشحه الى الألعاب الأولمبية وحصول الأواسط على برونزية بطولة العالم في اليونان وتأهل الكبريات في مناسبتين الى نهائي بطولة افريقيا فضلا عن عديد النتائج الاخرى الايجابية.
