احتشد عدد من أهالي حي الملاحة برادس أمس أمام مركز الشرطة بمقرين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم المحتجزين على خلفية الأحداث التي هزت الحي السبت المنصرم.
من مقرين إلى رادس، هكذا بدأت رحلتنا أمس إلى حي الملاحة، فأمام مركز الشرطة بمقرين اجتمع عدد من أهالي هذا الحي مطالبين بإطلاق سراح أبنائهم المحجوزين (وعددهم 6) منذ أحداث يوم السبت الماضي في الاشتباكات بين أعوان الأمن والأهالي بعد الإعلان عن نتائج الانتدابات للشركة التونسية للشحن والترصيف «ستام» حيث اعتبر أبناء هذا الحي الشعبي أن النتائج لم تنصفهم لأنه تم انتداب ثلاثة منهم من ضمن 104 مترشحين.
«سناء العياري» تبلغ من العمر 26 سنة، هي الفتاة الوحيدة من جملة الشباب الموقوفين. لقد أهانوا ابنتي وضربوها وشتموها، فلم تشفع لها دموعي عند قوات الأمن يوم السبت الفارط، هكذا بدأت والدة سناء كلامها مضيفة «كل الأهالي استطاعوا أن يروا أبناءهم إلا أنا». ماذا فعلتم بابنتي سناء، ولن أنسى ذلك المشهد الأليم، حين جرها أحد أعوان الأمن بلا رحمة.
وغير بعيد عنها كانت نعيمة البوهالي والدة أشرف وهو أحد الموقوفين تبكي قائلة: «إبني لا يقطن بحي الملاحة لقد كان مارا من أمام هذا الحي برفقة صديقه محمد المناعي، فاحتجزوهما بلا تهمة، ولا دنب». أما حسونة المولى وزوجته حياة اليحياوي ووالدته عائشة فقد اجتمعوا أمام مركز الشرطة بمقرين مطالبين بإطلاق سراح ابنهم علاء الدين البالغ من العمر 16 سنة حيث تقول والدته «ابن 16ربيعا ماذا سيفعل أمام عدد هائل من رجال الأمن؟ هل سيعتدي عليهم؟ وبدأت بالصراخ والنواح قائلة: «والله حرام عليكم»، ولم تكن حالة هدى الروافي وهي حامل في الشهر التاسع أفضل من الباقيين فحالتها الصحية كانت سيئة جدا جلست أمام باب مركز الشرطة منتظرة خروج زوجها برهان الروافي وشقيقه علي الروافي.
لن نتنازل عن سناء العياري
«لن نرضى إلا بخروج سناء العياري من سجن بوشوشة» هكذا بدأ سكان أهالي حي الملاحة هتافاتهم من أمام مركز البريد رافعين شعار «نزيد إطلاق سراح المعتقلين وخاصة سناء العياري» وقال منسق الاعتصام «كيف يرضون على أنفسهم أن تعتقل فتاة وترمى في السجن، ولا نعرف أين هي إلى حد هذه اللحظة، وماذا اقترفت سناء لتعاقب هكذا، لقد عاملتنا قوات الأمن بوحشية يوم السبت الفارط، وتحملنا ولكن أن ترمي فتاة من حينا مع المساجين، هذا أمر غير مقبول تماما ولن نسكت عنه».
إلى أين؟
لم تسلم أبواب منازل حي الملاحة من التهشيم، بلور النوافذ مبعثر في كل مكان، دخلنا الحي برفقة عصام الروافي الذي اقتادنا أولاده إلى منزله حيث يحتفظ بعصا استعملت من قبل رجال الأمن ضده في المواجهات الأخيرة حيث قال «هذه العصا ستبقى ذكرى سيئة لذلك اليوم الأسود في حينا» إضافة إلى بعض علب «الكريموجان» من جميع الأصناف. ومن منزل عصام اتجهنا إلى منزل عمته عائشة التي تعاني من إصابة على مستوى رأسها وبعض الجروح ولم تكن قادرة على الكلام فقال شقيقها «الإصابة خطيرة ونملك شهادة طبية ستدين رجال الأمن الذين لم يرأفوا بعمرها ولا بعجزها».