أغلق مساء الاثنين باب الترشحات للمكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس على أن ينعقد المؤتمر 16 لمنظمة الأعراف غدا الخميس وقد بلغ عدد المترشحين 68 مترشحا من أعضاء الغرف والمكتب التنفيذي المتخلي وأعضاء الاتحادات المحلية. وحصلت مفاجأة الساعات الأخيرة مع منصف خماخم الذي ترشح باسم شركة قطاع الملابس الداخلية وهوقطاع غير ممثل بالاتحاد الجهوي . ترشح خماخم أثار جدلا واسعا بصفاقس، فالمترشح وجه بارز ومعروف في الجهة، لكن تقديم مطلبه باسم شركة قد يكون محل طعن حسب بعض المراقبين الذين يؤكدون في المقابل أن أنور التريكي يتمتع هوالآخر بتجربة هامة في العمل النقابي وسيخوض الانتخابات في شكل قائمة موحدة تضم 28 مترشحا ثلثهم من الشباب سيحرصون على ضخ دماء جديدة صلب المنظمة مع أسماء قديمة تتمتع بتجربة محترمة في العمل النقابي.
نهاية التجاذبات؟
باب الترشحات للمكتب التنفيذي أغلق على الساعة الخامسة من مساء أول أمس بحضور عدل تنفيذ وعدل إشهاد عاينا الحالة، وما رشح من أنباء يؤكد أن ثلاثة أرباع أعضاء المكتب المتخلي لم يقدموا ترشحاتهم مما يعني أن نسبة التجديد في المكتب المرتقب قد تبلغ 60 بالمائة .
المترشحون الجدد من رجال أعمال وصناعين وحرفيين وتجار وغيرهم يمثلون فئات عمرية شابة مما يعني أن المكتب التنفيذي المنتخب سيكون في جزء منه من الشباب مما سيقدم دفعا جديدا لمنظمة الأعراف بصفاقس التي شهدت في الفترة الأخيرة تجاذبات كبيرة وخلافات حادة بلغت مرحلة التقاضي ، بل أن عدد القضايا العدلية حطم رقما قياسيا منذ يوم 20 جانفي 2011 بعد أن بلغ 21 قضية استفاد من أحكامها الرئيس المتخلي عبد اللطيف الزياني الذي فاجأ هوالآخر الجميع ولم يقدم ترشحه لفترة نيابية لاحقة . وفور تقديم ترشحه عقد منصف خماخم ندوة صحفية قال فيها ان «ترشحه جاء استجابة لطلب القواعد ولنداء الواجب وحرصا منه على لمّ شمل رجال الأعمال للعمل معا لفائدة صفاقس التي همشت لعقود وأنه آن الأوان بعد الثورة أن تستعيد ريادتها ومكانتها التي هي بها جديرة».
منافسه أنور التريكي أفاد «الشروق» أنه «سيعمل ضمن فريق عمل يمزج بين أصحاب التجربة والطاقات الشابة على لمّ شمل رجال الأعمال وسيقضي على التجاذبات الحاصلة وفق برنامج مدروس يستجيب للمرحلة ويتطلع بعمق إلى المستقبل بما يفيد صفاقس ويعيد لها تألقها الصناعي والتجاري والخدماتي» ..نورد هذا في انتظار برامج بقية المترشحين التي سيتم الإعلان عنها خلال الساعات المقبلة.
1300 ناخب
كل هذه المعطيات تؤكد بشكل مبدئي أن أجواء الانتخابات ستكون ساخنة، وحرارتها تستمدها من الترشح غير المنتظر للمنصف خماخم الذي فاجأ الجميع لإعادة التجربة في منظمة كان قد تحمل سابقا مسؤوليتها، لكنه غادرها قبل نهاية مدته النيابية على خلفية خلافاته الحادة مع الهادي الجيلاني .
عديد الوجوه المعروفة بصفاقس قدمت ترشحاتها،ولئن رفضت إدارة الاتحاد مدنا بقائمة المترشحين في انتظار قرار لجنة الطعون وفق التراتيب والقوانين الداخلية المعمول بها صلب الاتحاد ، فإن ما رشح من أخبار غير رسمية يؤكد ترشح السادة والسيدات محمد الخراط وفتحي اللوزي وعبد الوهاب الخراط ومكرم الرقيق وعماد الطرابلسي وسليم المصفار وحمادي واردة وليلى عبيد ونجوى كمون وسماح الجلولي وسنية بوريشة ورحمة واردة وناجح زكري ولطفي كريشان ومنجي كمال ويوسف بن احمد وفيصل البرادعي وناظم بردعة وغيرهم من الأسماء التي بلغت 68 اسما يمثلون ما يقارب ال165 نقابة، على أن عدد الناخبين قد يبلغ ال 1300 حسب مصدر مطلع من إدارة الإتحاد الجهوي بصفاقس . ولا تستبعد مصادر «الشروق» أن يسجل المؤتمر انسحابا لبعض المترشحين ، كما لا تستبعد ذات المصادر أن تتشكل قائمات متنافسة تضم 28 عضوا في الساعات الأخيرة لبداية المؤتمر الذي تعلق عليه مركزية الاتحاد آمالا واسعة في تجاوز كل الصعوبات والعراقيل الحاصلة صلب الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بعيد ثورة 14 جانفي.
هل يتأجل المؤتمر ؟
بعض الملاحظين يرون أن النصاب القانوني قد يكتمل يوم غد الخميس للانطلاق في أشغال المؤتمر ال16 للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس الذي تشرف عليه رئيسة الاتحاد وداد بوشماوي ، على أن بعض الأصوات الأخرى نادت وعلى غرار الغرف التجارية والصناعية التي أجلت مؤتمراتها لسنة 2013 بتأجيل المؤتمر إلى موعد لاحق نظرا لدقة المرحلة وللتجاذبات التي حصلت داخل المنظمة وأثرت سلبا حتى على عدد المترشحين وثقلهم ووزنهم حسب بعض المراقيبن وبعض رجال الأعمال الذين انخرط عدد منهم في المنظمة الجديدة المنافسة كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية « كوناكت».
هذا هوالمشهد العام للمؤتمر 16 للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس والذي سيشكل فرصة هامة ومسؤولية كبرى بعد ثورة 14 جانفي للعمل على حل مشاغل ومشاكل المهنيين التي تراكمت لسنوات وعقود طويلة وهوما أثر سلبا على صفاقس التي عانت الظلم والحيف والتهميش رغم ما تتمتع به الجهة من مميزات بشرية وصناعية وعلمية وتجارية ...
والثابت أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود لنبذ التفرقة والقطع مع الخلافات حتى تستعيد صفاقس ريادتها ودورها كقطب اقتصادي بارز بالبلاد ..فهل يكون المؤتمر ال 16 لمنظمة الأعراف بصفاقس انطلاقة المسيرة التنموية الحقيقية لبوابة وعاصمة الجنوب ؟.