يبدو أن الأزمة في السودان تسير نحو الانفجار فبعد تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بإسقاط حكم الحركة الشعبية في جوبا سارعت تل أبيب إلى دراسة طلب أممي بإرسال قوة عسكرية إلى جنوب السودان . تعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الليلة قبل الماضية «بتحرير» جنوب السودان من الحزب الحاكم هناك في تصعيد حاد لنبرة الخطاب بعد اشتباكات حدودية عنيفة دفعت البلدين باتجاه حرب شاملة.
الحشرة ؟
وفي كلمة حماسية أمام أعضاء حزب المؤتمر الوطني العام الحاكم استخدم البشير مرارا كلمة «حشرة» ليصف الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في الجنوب.
وقال : ان هدف السودان الاساسي هو تحرير مواطني الجنوب من حكم الحركة. واضاف «هذه مسؤوليتنا أمام اخواننا في جنوب السودان». وتوقع البشير قدوم «اخبار طيبة» من «هجليج» خلال الساعات المقبلة لكنه اشار ايضا الى ان التوتر لن ينتهي قبل انهيار الحزب الحاكم في الجنوب. ولم يوضح كيف يمكن ان يحدث ذلك.
وقال البشير ان القصة بدأت في هجليج لكنها ستنتهي في الخرطوم او جوبا عاصمة الجنوب. وفي تعليق عن تهديدات البشير قال متحدث باسم جيش جنوب السودان ان قوات الجنوب صدت «هجوما كبيرا جدا» على «هجليج» التي تعرف باسم «بانثو» في الجنوب. ولم يصدر تعليق فوري على ذلك من السودان ولم يرد تأكيد مستقل لهذه المزاعم. ويدّعي جنوب السودان ان «هجليج» ارض تابعة له وانه لن ينسحب الا اذا نشرت الاممالمتحدة قوة محايدة هناك.
غضب على مون ..
وفي جوبا أيضا احتشد حوالي الف شخص من مواطني الجنوب في مظاهرة انتقدوا فيها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي دعا جنوب السودان الى الانسحاب من هجليج. وقال الفريد لادو جور وزير البيئة والمسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان مخاطبا الحشد «يسقط بان كي مون». واضاف «نجحنا في نيل استقلالنا وسننال هجليج وابيي» مشيرا لمنطقة اخرى متنازع عليها بين البلدين. ودعت روسيا وهي عضو دائم في مجلس الامن الدولي جنوب السودان الى الانسحاب الفوري لنزع فتيل «الوضع المتفجر» في «هجليج».
وفي سياق متصل, ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «إسرائيل تدرس احتمال إرسال قوة شرطية لتندمج في نشاطات الأممالمتحدة في جنوب السودان».
وأفادت الصحيفة، أن «وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي والشرطة تنظر بإيجاب في طلب الأممالمتحدة لإرسال القوة الشرطية». وفي هذا الإطار، اجتمع نائب وزير الخارجية الصهيوني داني ايالون أمس بمساعد السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت اور.
وذكرت مصادر في وزارة الخارجية أن «إسرائيل تشترط إرسال القوة الشرطية بضمان سلامة أفرادها، وبعد التأكد من أن الأوضاع الأمنية في جنوب السودان تسمح بذلك». وأشار مسؤول كبير في وزارة الخارجية، إلى الاشتباكات التي وقعت مؤخرا بين السودان وجنوب السودان، وقال أن «الأممالمتحدة طلبت إرسال القوة الإسرائيلية على وجه السرعة». وأضاف أن «وزارة الخارجية توصي بإرسال القوة، ولكن الأمر بحاجة إلى مواصلة دراسة الأبعاد المترتبة على ذلك.