دخل التصعيد أوجه بين شمال السودان وجنوبه وسط أنباء عن بدء تبادل النيران على الحدود المكتظة بالحشود العسكرية ووسط مؤشرات تنبئ باندلاع حرب واسعة قد تطيح بفرص السلام الهش بين الجانبين. قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس إن جنوب السودان اختار الحرب «تنفيذا لأجندات خارجية» على خلفية المواجهات التي تدور بين شمال السودان وجنوبه في منطقة «هجليج» التي تتركّز فيها.
وقال البشير للصحافيين في مطار الخرطوم في ختام زيارة رئيس النيجر يوسفو محمدو للسودان «إن اخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذا لأجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم أثناء الحرب الأهلية».
وأضاف البشير: «إن الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان او السودان وللأسف إخواننا في الجنوب لا يفكّرون في مصلحة السودان أو جنوب السودان من جانبه أعلن المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان» في اجتماعه الطارئ الليلة قبل الماضية برئاسة الرئيس عمر البشير عن تعبئة شعبية شاملة حث فيها أهل السودان على التوجه الى معسكرات التدريب وجهات القتال لردّ عدوان دولة الجنوب على الأراضي السودانية.
وكان مجلس الوزراء السوداني قد قرر في اجتماعه الطارئ أول أمس برئاسة البشير وقف التفاوض مع دولة جنوب السودان حتى تتم معالجة الأوضاع الأمنية المترتبة عن اعتداء الجيش الشعبي على منطقة «هجليج» النفطية بولاية جنوب كردفان... كما قرر المجلس اعلان التعبئة العامة وتسخير كل امكانيات البلاد لردّ العدوان.
في المقابل أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير أمام البرلمان أنه لن يأمر جيشه بالانسحاب من منطقة «هجليج» النفطية المتنازع عليها. وقال غداة دعوات صدرت عن مجلس الأمن الدولي والاتحاد الافريقي لسحب قوات جنوب السودان من هذه المنطقة الحدودية والنفطية «هذه المرة لن أصدر أوامر الى قوات جنوب السودان بالانسحاب من «هجليج».
وقال إنه اذا لم يسحب بان كي مون قوات عمر البشير من أبيي سنعيد النظر في موقفنا وسنتقدّم باتجاه «أبيي». وأضاف انه قال ايضا لبان كي مون «لست تحت أوامرك».
ولم يكن شمال السودان وجنوبه يوما أقرب من حرب جديدة مثلما هما عليه هذه الايام حيث تستمر المعارك منذ الثلاثاء الماضي عند حدودهما المشتركة على خلفية تصريحات شديدة اللهجة.
وقال مصدر حكومي في جنوب السودان إن الجيش السوداني قصف أمس بنيتو عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان القريبة من الحدود مع الشمال والغنية بالنفط في أول غارة جوية.