خلال الندوة الصحفيّة للمكتب السياسي للمؤتمر من أجل الجمهوريّة توجّهت «الشروق» بعدد من الأسئلة إلى السيّد عماد الدائمي الناطق الرسمي باسم الحزب، في ما يلي نص الأسئلة والأجوبة.
ألا ترون أن المؤتمر من أجل الجمهورية من الأحزاب التي بنيت على شخص وعند استقالته لتولى رئاسة الجمهورية بدأت رحلة الانهيار؟
فكرة أن الحزب انبنى على شخص ليست الحقيقة الحزب انبنى على مجموعة من الأشخاص وليس على شخص واحد، الحزب كان حزبا طلائعيا لم يكن حزبا شعبيا عندما تم تأسيسه وكان حزب مقاومة معتمد على نضالات عدد من الأشخاص وكان العنصر الأبرز فيه بالتأكيد ومن دون شك هو مؤسسه الدكتور منصف المرزوقي ولكنه أيضا كان حزب مناضلين أحرار ناضلوا طيلة عشر سنوات ضد الدكتاتورية ودفعوا الثمن غاليا من سجن وتنكيل ومضايقة ومحاولات اغتيال وتهجير قسري خارج البلاد وغير ذلك.
صحيح انه عندما اندلعت الثورة كان هذا الحزب يضم أعضاء لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين وربما اليد الواحدة ولهذا السبب بدأنا بعد الثورة مباشرة في بناء هيكلي للحزب انطلق بصعوبة باعتبار عدم وجود قاعدة هيكلية نبني عليها الحزب فبدأنا من الصفر على المستوى التنظيمي والهيكلي وظل حزبنا يتكون تدريجيا ولم يصل حتى فترة الانتخابات الى تأسيس كل مؤسساته الهيكلية والى بناء تنظيم قادر على تعويض الأشخاص الذين يتولون المسؤوليات فجاء انتخاب الدكتور المرزوقي مؤسس الحزب رئيسا للبلاد وتحول عدد من قيادات الحزب وانضمامهم إلى الحكومة جاء في وقت لم يكن فيه الحزب مستعدا لتعويضهم ولم تكن لديه مؤسسات أخرى شرعية عدى المكتب السياسي لكي يتم سد الشغور في اقرب الأوقات وربما هذا هو الخلل الهيكلي الذي كان أحد أسباب الأزمة.
ما هو موقع الدكتور المرزوقي مما يحصل من خلافات داخل الحزب؟
بالنسبة لموقف السيد رئيس الجمهورية مما يقع رئيس الجمهورية هو رئيس كل التونسيين وقد اختار قبل أن يفرض النظام الوقتي للسلط العمومية ان ينسحب من مسؤولياته كأمين عام للحزب في صورة ما تم انتخابه لرئاسة الجمهورية، وهذا ما وقع وقد ابتعد عن الإدارة اليومية للحزب ولكنه بالتأكيد منشغل بمسائل مهمة جدا وهو منشغل بقضايا كل التونسيين وبالتأكيد أن شأن حزب المؤتمر لم يعد له الأولوية ولكنه كمؤسس لهذا الحزب وكعضو فيه لم يتخل عن عضويته في الحزب هو مهتم بكل ما يحدث داخل الحزب وسعى وحرص لإيجاد حلول وان يلتقي عددا من الفاعلين لأجل تقريب وجهات النظر وهو معني بما يجري داخل الحزب أساسا باحترام الشرعية والمبادئ التي تأسس عليها الحزب وهي مبادئ الديمقراطية والتشاور والعمل الجماعي من اجل مصلحة الحزب ومصلحة البلاد.
كيف تتصورون ردة الفعل التي سيقوم بها الأستاذ العيادي بعد إزاحته من الأمانة العامة للحزب؟
ردة فعل السيد عبد الرؤوف العيادي أنا أتمنى وأرجو ان تكون ردة الفعل التي يطلبها أعضاء الحزب في مختلف جهات البلاد وخارجها أيضا وهي الحرص على وحدة الحزب وتلقي اليد التي مددناها لكي نتجاوز هذه الإشكاليات وهو كان ولا يزال جزءا لا يتجزأ من المكتب السياسي ومن مصدر الشرعية داخل هذا الحزب ومن هذا المنطلق نحن نتمنى أن يعود الى صف المكتب السياسي.
إلى أي مدى أثر القرب من النهضة في الأزمة الهيكلية التي يعيشها حزب المؤتمر خاصة وإننا لاحظنا تناقضا أحيانا في مواقف نواب الحزب في المجلس فمنهم من دعم العنف ضد المتظاهرين يوم 9 أفريل وآخرون شجبوه واستنكروه؟
أولا ليس هناك من يدعم العنف الذي حصل وهذه مسالة للتوضيح لا ندعم العنف ولن ندعمه أبدا، ما صار داخل كتلة المؤتمر هو ما يحصل في عديد الكتل وربما كلها هو حوار داخل الكتل المنظمة التي ربما لها الآليات لتنظيم الحوار بشكل جيد وكتلتنا نحن باعتبار المشاكل التي صارت في الحزب لم تتهيكل ولم تتنظم بشكل جيد لذلك كان الحوار في قاعة المجلس ولم يكن في إطار داخلي.
لدينا اختلافات في وجهات النظر في بعض الأمور بالتأكيد ولكن ليس لدينا خلافات سياسية جوهرية الخلافات القائمة هي خلافات حول سبل التنظيم وسبل التّنظّم لذلك صارت بعض التجاذبات ولكن في الخط العام أعتقد أن كل أعضاء الكتلة مع بعض الاستثناءات البسيطة هم منسجمون مع التوجهات الكبرى لبرنامج المؤتمر التي تم انتخابهم على أساسها ولا اعتقد بوجود انشقاق على أساس سياسي ومن يصرح بهذا أو يوحي بوجود انشقاق على أساس القرب أو البعد من حركة النهضة أو غيرها من الأحزاب فهو يحول وجهة الخلاف إلى إطار خاطئ ويبحث عن تبرير خاطئ لواقع لا ينسجم مع هذا الأمر.
قلت إن البعض يعتبر القرب من النهضة هو سبب الإشكال نحن صحيح قريبون من النهضة ومن التكتل في إطار التحالف السياسي تحالف الحكم فقط وليس هناك أي نوع من أنواع التقارب التنظيمي أو الهيكلي أو القيادي أو غير ذلك نحن نتعامل في إطار تحالف سياسي تحالف حكم ونريد ان نكون في مستوى هذا التحالف. إذا كان البعض يريد ان يحول الخلافات الشخصية والخلافات الهيكلية إلى خلافات من هذا النوع اعتقد انه يخطئ الطريق ويساهم في تزوير المشهد.