أعلن الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي صباح أمس إقصاء الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من مسؤولية الأمين العام بالنيابة بسبب خروجه عن الخط السياسي للحزب وتجاهله لمبدإ التشاور وللنظام الداخلي. وقال الدايمي في ندوة صحفية عقدها امس بحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي وأعضاء حزب المؤتمر في الحكومة والديوان الرئاسي ونوابه في المجلس التأسيسي، إن الأزمة الهيكلية بدأت بعد التسوية التي عين على إثرها العيادي «أمينا عاما بالنيابة» مشيرا الى ان المسؤولية كانت مشتركة بين أعضاء المكتب السياسي الى ذلك الحين حيث أصبح أغلبهم منشغلون بمهامهم الحكومية وان الأمين العام بالنيابة «فضل الانغماس في مشاكل شخصية ولم يتمكن من المحافظة على تماسك المكتب السياسي باعتباره وللأسف المسؤول الأول». فاض الكأس وتابع «كان من المفترض ان تتم عملية تقييم التحالف الذي تم مع مكونات الترويكا في المؤتمر الوطني للحزب وان يتحمل الأمين العام بالنيابة مسؤوليته في الحفاظ على نجاح الحزب وإشعاعه لكنه رفض التعامل مع المكتب السياسي باعتباره القيادة الشرعية الوحيدة ولم يدعو الى أي اجتماع حتى الاجتماعات التي تمت وقعت الدعوة اليها من قبل أعضاء المكتب حسب ما يتيحه لهم النظام الداخلي». وأشار الدايمي الى ان مرحلة رئاسة العيادي للحزب تميزت بالتشنج في التسيير وعدم الرجوع الى المكتب التنفيذي الذي كان حسب قوله يعتمد الديمقراطية في اتخاذ القرارات رغم القمع «إضافة الى هذا الخلل المنهجي غلب على قرارات الأمين العام بالنيابة التسرع على حساب التريث وعلى حساب المصلحة العليا للبلاد... ففي حين كانت البلاد في حاجة الى تنسيق محكم وان نلعب دورنا كشريك فاعل ومؤثر في عمل الحكومة انخرط عدد من أعضاء الحزب في حملة تشويه لمناضلي الحزب في الرئاسة والحكومة والمجلس الوطني التأسيسي وهو سلوك مخجل للحزب الذي يعد مدرسة أخلاقية». وأوضح الناطق الرسمي باسم المؤتمر ان البعض حاولوا إثارة النعرات الإيديولوجية داخل الحزب التي لم تكن موجودة في السابق «وهنا جاء قرار الأمين العام بالنيابة لتأسيس المجلس الوطني المصغر للقضاء على الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات... القطرة التي أفاضت الكأس هي الموقف الأخير للأستاذ العيادي الذي تمثل في إرسال رسالة إلى مؤتمر حزب القوات اللبنانية المتورط في مجازر ضد الفلسطينيين وحيى فيها (الرفاق المناضلين من أجل الحرية) ومن هم مناضلو القوات اللبنانية؟ وهم أصحاب التاريخ الإجرامي المتواطئ مع الكيان الصهيوني في لبنان والمشاركين في صبرا وشاتيلا والاغتيالات التي طالت شخصيات لبنانية عدة». اعتذار للشعب وتابع «سكتنا عن النزيف الداخلي لكن المس من صورة المؤتمر ومن مبادئه الكبرى لا يمكن السكوت عنه لذلك جاء خيارنا ان نتحمل مسؤوليتنا اليوم وان نعيد القرار لأصحابه وللمناضلين في الجهات الذين دعوا الى عقد المجلس الوطني يوم 12 ماي وتكوين لجنة لحل الإشكاليات كما ندعو كل أعضاء كتلة المؤتمر في المجلس التأسيسي إلى التوحد حول رئيس الكتلة المنتخب هيثم بن بلقاسم ونبذ الخلافات». كما دعا الدايمي الأستاذ العيادي الى نبذ الخلافات وطي صفحة الماضي من أجل بناء حزب شعبي قوي مع التأكيد على التزام الحزب بكل مواثيقه وتعهداته في الحكم «في ظل شراكة ندية» وبذل كل الجهود لإنجاح التحالف والحفاظ على الاستقلالية التنظيمية للمؤتمر من أجل الجمهورية ومساندة المكتب السياسي للرئيس منصف المرزوقي «في انجاح المسار الديمقراطي». وأعلن الناطق باسم المؤتمر عن جملة من القرارات التي اتخذها المكتب السياسي للحزب منها عودته إلى مسؤولية الناطق الرسمي الوحيد باسم المؤتمر وتنحية الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من مسؤولية الأمانة العامة بالنيابة إلى حين انعقاد المجلس الوطني في 12 ماي إلى جانب اعتذار الحزب عن الرسالة التي تم توجيهها إلى مؤتمر حزب القوات اللبنانية.