أخذت الاحتجاجات في منزل بوزيان نسقا تصاعديا حيث قامت مجموعة من الشباب العاطل عن العمل مؤخرا بإغلاق المؤسسات العمومية والتربوية وبإعلان العصيان المدني ردا على ما أسموه سياسة المماطلة والتسويف التي تتبعها الحكومة في التعامل مع مطالبهم. يأتي ذلك على خلفية التراجع عن تعيين ثلاثين من أبناء الجهة وقد عرفت هذه المدينة هدوءا نسبيا يوم أمس حيث تم فتح اغلب المؤسسات لكن هذا الهدوء كان مرفوقا ببعض التخوف حيث لم يلتحق اغلب التلاميذ بمقاعد الدراسة كما واصل المحتجون اعتصامهم أمام مقر المعتمدية.
«الشروق» حاورت عددا من المعتصمين فكان التالي : صابر حمدي عاطل عن العمل واحد المشاركين في اعتصام الكرامة 1 و2 قال « إعلان العصيان هو نتيجة لجملة من التراكمات وهو رد فعل عادي على تواصل سياسة التسويف والمماطلة والتهميش التي تعتمدها السلطة وعدم إيفاء المسؤولين بعهودهم حيث تم التراجع عن انتداب ثلاثين من أبناء الجهة بشركة فسفاط قفصة وفي قطاعات مختلفة وعدم إيجاد الحكومة لحلول عاجلة وناجحة وإتباع أسلوب التأخير المتعمد والممنهج بغاية بث التفرقة بين أهالي منزل بوزيان. لكنه يؤكد أن مواطني منزل بوزيان ملتفون حول جملة المطالب المرفوعة.
واضاف صفوان بوعزيز عاطل عن العمل قائلا « إعلان العصيان المدني وتواصل الاحتجاجات بنسق تصاعدي هو نتيجة احتقان وغضب الشباب العاطل والمعطل عن العمل بسبب ممارسات السلطة التي تنتهج على حد قوله أسلوب التسويف والمماطلة في التعامل مع مطالب الجهة المتمثلة في التنمية والتشغيل والترفيع في نسبة المنتدبين وحل المشاكل العالقة وإعطاء إشارة الانطلاق للمشاريع المعطلة وأضاف « للتوضيح فقط أريد أن أؤكد على أن غلق المؤسسات التربوية كان الحل الوحيد أمام انغلاق كل السبل أمامنا وعجزنا عن إبلاغ صوتنا إلى المسؤولين لذلك فباسم كل المتظاهرين اعبر عن اعتذارنا للإطار التربوي الذي نكن له كل الاحترام والتقدير».
ومن جهته قال معاذ حمدي عاطل عن العمل بأن مشكلة الجهة هي التشغيل والتنمية العادلة وبان إتباع السلطة وعلى رأسها والي الجهة لسياسة التسويف في التعامل مع مطالب أبناء منزل بوزيان هو الذي دفعهم إلى التصعيد هذا بالإضافة إلى وصف الوالي لهم «بقطاع طرق وبالفلاقة» وهو ما اعتبروه تجاوزا للخطوط الحمراء وهو احد الأسباب التي دفعتهم إلى التصعيد في إطار الرد على عدم جدية المسؤولين في التعامل معهم وأكد أن شباب منزل بوزيان سيواصلون الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم.