يقدم المستشفى الجهوي بجندوبة خدمات جليلة للمرضى رغم ما يعانيه من نقائص عديدة من غياب للتجهيزات وطب الاختصاص والاطار أضف الى ذلك مسألة التصرف في الفضلات التي تزيد الوضع سوءا لا سيما عندما تحتوي موادا سامّة. واقع النظافة بالمستشفى الجهوي يتطلب المراجعة العاجلة وخاصة سبل التخلص من الفضلات بمختلف أنواعها بطريقة لا تضر لا بالبيئة ولا بصحة المرضى المقيمين بالمستشفى والزائرين والمدينة عامة .
فضلات المستشفى هي نوعان فضلات متكونة من مواد خطيرة (بقايا العمليات البتر الولادة الدم والأدوية المنتهية صلوحيتها ...) ويتم وضعها في أكياس بلاستيكية حمراء ومواد عادية (بقايا المواد الاستهلاكية الفضلات العادية) يتم وضعها في أكياس بلاستيكية سوداء ويفترض أن يتم حرق المواد الخطرة في أماكن مخصصة لها وبعيدا عن مواطن العمران والتجمعات السكنية. أما الفضلات الأخرى فيتم التخلص منها بالطرق العادية من خلال عملية الرفع كسائر الفضلات المنزلية للمواطن العادي .
كان من المفترض أن يدأب المستشفى الجهوي بجندوبة على التخلص من الفضلات بنوعيها العادية والخطيرة حسب النظام المعمول به منذ انبعاث هذه المؤسسة الصحية وذلك بالقائها بعيدا عن المدينة وعن التجمعات السكنية في منطقة جبلية (جبل الأحيرش) وفي ذلك حفاظ على صحة المواطن وعلى نظافة البيئة ولكن برزت في المدة الأخيرة ظاهرة خطيرة تمثلت في الاقدام على حرق الفضلات بعد تراكمها مدة داخل المستشفى في الفضاء العادي الذي تجمع فيها الفضلات قبل رفعها وفي ذلك مخاطرة كبيرة قد تنعكس سلبا على البيئة نظرا لما تحتويه الفضلات من مواد سامة وكذلك على صحة المرضى والسكان القريبين من المستشفى وحدوث هذا الأمر جعل سكان «حي الفردوس» المجاور للمستشفى الذي غمرته الروائح الخانقة والدخان الأسود الكثيف يعيشون حالة رعب وخوف جراء هذه العملية المجانية والمخالفة لكل أصول الصحة في مكان من المفروض أن تتوفر به ظروف الصحة قبل كل الأماكن الأخرى .
وبالاضافة إلى ما يشهده مكان وضع الفضلات بأطراف المستشفى من عملية حرق بين الحين والآخر لا بد من فرض نظام لرفع هذه الفضلات ووضعها وفق جدول زمني محدد لوقت القائها وتجميعها ووقت رفعها في الجرار والشاحنة ليس عشوائيا وهو الوضع الحالي بما يؤكد أنه يتعين مراجعة واقع النظافة بالمستشفى ليس من حيث الأداء والذي يتفانى فيه عمال المناولة بكل جهدهم ولكن من حيث التصرف في الزمان والمكان وطريقة التخلص من الفضلات بما يحقق صحة للجميع ولا يؤثر على البيئة .