شهد المعبر الحدودي براس جدير في اليومين الأخيرين نقصا في تدفق اللاجئين الأجانب الفارين من القطر الليبي بمعدل حوالي ألفي لاجئ بعد أن كان عددهم قد وصل إلى 15 ألفا يوميا أغلبهم من المصريين هذا التراجع في عدد الوافدين للأراضي التونسية أرجعه بعض الملاحظين إلى تحول المعارك إلى المناطق الغربية القريبة للحدود التونسية. كما شهدت منطقة رأس جدير خلال الأيام الماضية وصول عدة قوافل تضامنية شعبية من كافة مناطق الجمهورية دون استثناء تفاعلا مع هذه الأزمة الإنسانية حققت مبدئيا اكتفاء متطلبات ومستلزمات الوافدين الأجانب من غذاء وأغطية وغيرها في المقابل تعاني المنطقة من تدهور بيئي غير مسبوق بسبب هذا الضغط المتواصل وما تفرزه مثل هذه التجمعات البشرية الهائلة من فضلات وبقايا الأطعمة وقوارير البلاستيك والأكياس وغيرها من مظاهر التلوث وسط مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة خاصة الصدرية والجلدية منها والتي تستوجب تدخلا عاجلا وطاقات بشرية كبيرة فاقت إمكانيات العمل البلدي. ناشط بالهلال الأحمر التونسي وجه دعوة لمن أراد مد يد المساعدة في هذه الأزمة على التركيز على النظافة باعتبارها أولويات هذه المرحلة بدلا عن المساعدات العينية بعد أن اكتفت المنطقة من استقبال المؤن خاصة وأن كمية كبيرة من المواد الغذائية مهددة بالإتلاف. «الشروق» التقت بأولى القوافل التي جاءت من أجل هذه المهمة و قد عبر منظموها الذين حملوا معهم المواد الصحية ومعدات النظافة والأدوية على خطورة الوضع البيئي في المنطقة وهو وضع يستوجب تداخل عدة أطراف من مجتمع مدني وبلديات لتفادي أزمة هي الأخطر من نوعها تشهدها رأس جدير.