ضرب الفرنسيون موعدا انتخابيا جديدا في الجولة الثانية من الاستحقاق الرئاسي الذي سيجرى في السادس من ماي المقبل بعد أن تقدم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند على نظيره اليميني نيكولا ساركوزي بفارق تجاوز ثلاث نقاط. وفتحت صباح أمس الأحد صناديق الاقتراع في كافة المحافظات الفرنسية لاستقبال ملايين الفرنسيين الذين تقاطروا على مراكز الانتخاب بصفة ملحوظة حيث كانت نسبة الإقبال على التصويت استثنائية تجاوزت 80 بالمائة .
وتوافقت معظم التقديرات غير الرسمية وتكون عادة متطابقة مع النتائج الرسمية على فوز فرانسوا هولاند بفارق نقطتين إلى ثلاث نقاط كاملة على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وكانت تحليلات وقراءات سياسية عديدة أكدت في وقت سابق أن التنافس بين ساركوزي وهولاند سيكون على أشده وأن تقدم هولاند لن يكون بأي حال من الأحوال تقدما حاسما.
وأوردت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة عالية جدا ولكنها لم تتجاوز نسبة الإقبال الذي طبع الاستحقاق الرئاسي في 2007. وفي وقت لاحق من مساء أمس , أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بنسبة 29.3 بالمائة من جملة الأصوات في مقابل تحصل الرئيس الفرنسي على 26 بالمائة منها.
فيما حازت مرشحة أقصى اليمين على المقعد الثالث بنسبة أصوات 18.20 بالمائة متقدمة على ممثل أقصى اليسار جون لوك ميلينشون الذي تحصل على نسبة 11.10 بالمائة صاحب المرتبة الرابعة .
وجاء ممثل الوسط فرانسوا بيرو في المرتبة الخامسة بنسبة أصوات 9.10 بالمائة فيما حلت مرشحة الخضر إيفا جولي سادسا ب2.20 بالمائة من الأصوات. ويرى مراقبون في قراءة للأرقام النهائية أن هولاند وضع قدما أولى في الإيليزيه باعتبار أن حجم الفارق بينه وبين ساركوزي ليس بالهين ويصعب جسره في الجولة الثانية خاصة مع رفض أقصى اليمين التحالف معه أو تزكيته في الاستحقاق الرئاسي.
ويضيف المراقبون في ذات السياق أن أقصى اليمين يبحث عن ضرب حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» عبر دفعه في صراع انتخابي غير متكافئ بالمرة مع الحزب الاشتراكي وبالتالي تشظيه على حجر الانشقاقات التي بدأت تعصف به .. ما بين شيراكيين وساركوزيين .. ليصبح بذلك تمثيل اليمين مقتصرا على الجبهة الوطنية . وفي مقابل تأخر فرانسوا بيرو «الوسط» الانتخابي مقارنة بالمشهد الانتخابي لسنة 2007 تقدّمت الجبهة اليسارية جون لوك ميلينشون والجبهة اليمينية بنحو 5 نقاط كاملة.